[ناصرة السنة]

شيخنا الفاضل عبدالرحمن السحيم ..
هل الملائكة تموت الآن ! أم أن موتها يكون فقط في الآخرة ؟
وهل الله تبارك وتعالى خلقهم جملة واحدة أم لا يزال يخلقهم .
والله أعلى وأعلم .



الجواب


لا أعلم حديثا صحيحا ينصّ على موت الملائكة .
والذي يظهر أنهم لا يموتون ؛ لأن من يموت من أُعطي خاصية التكاثر والتناسل ، والملائكة أجسام نورانية خُلِقت من نور ، وليس فيهم إناث .
والذي يظهر أن الله خلقهم جملة واحدة .
قال ابن القيم رحمه الله : وهم أرواح مستغنية عن أجساد تقوم بها وهم مخلوقون قبل خلق الإنسان وروحه . اهـ .

وقد نص غير واحد من علماء التفسير على أن الملائكة يُستثنون من الصعق .
قال تبارك وتعالى : (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ)
وقال جل جلاله : (وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ)
وفي هذه الآيات استثنى الله عز وجل من شاء أن لا يشمله الصعق والفزع .

والصعق لا يُشترط فيه الموت ، فقد صُعِق موسى عليه الصلاة والسلام ثم أفاق بعد ذلك
قال سبحانه وتعالى : (فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ)
والصعق شبيه بالإغماء والغيبوبة في حق من لم يُرِد الله موته .
أما في حق بقية الخلق فهو صعق موت .

واختلف المفسِّرون في المستثنى :
فأشهر الأقوال :
أنهم جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت والشهداء .

والعلم بهذه المسألة ليس له كبير فائدة ، إذ لو كان كذلك لكُلّفنا بمعرفته والإيمان به ، غير أنه لا يدخل ضمن الإيمان بالملائكة ، ولو كان داخلا لبينه النبي صلى الله عليه وسلم .

والله تعالى أعلى وأعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد

[ناصرة السنة]

عضو يصر على موضوع (موت الملائكه) وعندما يردعليه بردك ياشيخ في هذا الموضوع (انه لايصح في موتهم حديث) يقول انه معتمد الموضوع من الشعراوي ومحمد حسان وانهم من كبار علماء الدين وان كلامهم يعلى ولايعلى عليه وانهم ثقات واختلاف العلماء رحمةولاضير من نشر الحديث بين الناس.................الخ
وهو مصر على النشر الحديث كيف التصرف معه!!!!!!!!!!!


وجزاكم الله خيرا واسأل الله لكم الفردوس الاعلى من الجنه



الجواب
وجزاك الله خيرا .

هذا خطأ مِن وُجوه :
الوجه الأول : أن الحق لا يُعرَف بِمعرفة الرجال ، وقديما قيل : اعْرِف الحق تعرِف أهله .
الوجه الثاني : أن كلام العالِم يُحْتَجّ له ولا يُحتَجّ به .
الوجه الثالث : أن الحجة عند التنازع في إثبات ما يحتجّ به الْمُحْتَجّ .
قال ابن عبد البر : الحجة عند التنازع السنة ؛ فَمَن أدْلَى بها فقد فَلج ، ومَن استعملها فقد نجا . اهـ .
الوجه الثالث : أن قوله عن العلماء أن " قولهم يَعلو ولا يُعلَى عليه " ، هذا غير صحيح ؛ لأن كلّ أحد يُؤخذ مِن قوله ويُترَك إلاّ محمد صلى الله عليه وسلم . كما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما ومُجاهِد .
الوجه الرابع : أن من هو أكبر من أولئك العلماء لم يدّعوا ذلك لأنفسهم ، بل اتّفَقت كلمة الأئمة الأربعة على أن أقوالهم لا تُؤخذ على الإطلاق ، بل ما وافق الكتاب والسنة منها أُخِذ ، وما خالف الكتاب والسنة ضُرِب به عرض الحائط .
الوجه الخامس : أن نُصرة السنة أعظم مِن نُصرة العلماء ، والعلماء تَبَع للسُّـنّـة ، وليس العكس .
الوجه السادس : خطأ قوله : اختلاف العلماء رحمة !
لأن هذا ليس على إطلاقه . فقد قال ابن مسعود رضي الله عنه : الخلاف شرّ . رواه أبو داود .
وسبق بيان هذا بشيء مِن الطول هنا :
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=7368

ومثل هذا قول بعضهم : لا إنكار في مسائل الخلاف .
وسبق بيان هذا بشيء مِن الطول هنا :
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=739



والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد