|
|
المنتدى :
إرشــاد الـصــلاة
كثيرا ما تفوتني الصلاة وأجمعها مع التي بعدها
بتاريخ : 15-03-2010 الساعة : 05:44 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيراً
سؤالي للشيخ حفظه الله
كثيرا ما تفوتني الصلاة وأجمعها مع التي بعدها وذلك لكثرة عملي في المجال الطبي و الكشف على المرضى
وكذلك أتخلف عن صلاة الجمعة في خدمة المرضى فهل عملي هذا جائز؟
دمتم بحفظ الله

الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
لا يجوز التأخّر عن أداء الصلاة في وقتها بِحُجّة الكشف على المرضى ؛ لأن وقت الصلاة قد لا يتجاوز العشر دقائق .
والْجَمْع بين الصلوات مِن غير عُذر مِن كبائر الذنوب .
وقد سُئل شيخ الإسلام ابن تيمية : عَمَّنْ تَرَكَ صَلاةً وَاحِدَةً عَمْدًا بِنِيَّةِ أَنَّهُ يَفْعَلُهَا بَعْدَ خُرُوجِ وَقْتِهَا قَضَاءً . فَهَلْ يَكُونُ فِعْلُهُ كَبِيرَةً مِنْ الْكَبَائِرِ ؟
فأجاب رحمه الله : تَأْخِيرُ الصَّلاةِ عَنْ غَيْرِ وَقْتِهَا الَّذِي يَجِبُ فِعْلُهَا فِيهِ عَمْدًا مِنْ الْكَبَائِرِ ... وَفِي الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " مَنْ فَاتَتْهُ صَلاةُ الْعَصْرِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ " ، وَحُبُوطُ الْعَمَلِ لا يُتَوَعَّدُ بِهِ إلاَّ عَلَى مَا هُوَ مِنْ أَعْظَمِ الْكَبَائِرِ - وَكَذَلِكَ تَفْوِيتُ الْعَصْرِ أَعْظَمُ مِنْ تَفْوِيتِ غَيْرِهَا فَإِنَّهَا الصَّلاةُ الْوُسْطَى الْمَخْصُوصَةُ بِالأَمْرِ بِالْمُحَافَظَةِ عَلَيْهَا، وَهِيَ الَّتِي فُرِضَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَنَا فَضَيَّعُوهَا ، فَمَنْ حَافَظَ عَلَيْهَا فَلَهُ الأَجْرُ مَرَّتَيْنِ ، وَهِيَ الَّتِي لَمَّا فَاتَتْ سُلَيْمَانَ فَعَلَ بِالْخَيْلِ مَا فَعَلَ . وَفِي الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيْضًا أَنَّهُ قَالَ :" مَنْ فَاتَتْهُ صَلاةُ الْعَصْرِ فَكَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ " ، وَالْمُوتُورُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ يَبْقَى مَسْلُوبًا لَيْسَ لَهُ مَا يَنْتَفِعُ بِهِ مِنْ الأَهْلِ وَالْمَالِ ، وَهُوَ بِمَنْزِلَةِ الَّذِي حَبِطَ عَمَلُهُ . وَأَيْضًا فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ : (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ) ، فَتَوَعَّدَ بِالْوَيْلِ لِمَنْ يَسْهُو عَنْ الصَّلاةِ حَتَّى يَخْرُجَ وَقْتُهَا ، وَإِنْ صَلاَّهَا بَعْدَ ذَلِكَ ، وَكَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى : (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا) ، وَقَدْ سَأَلُوا ابْنَ مَسْعُود عَنْ إضَاعَتِهَا ، فَقَالَ : هُوَ تَأْخِيرُهَا حَتَّى يَخْرُجَ وَقْتُهَا ، فَقَالُوا : مَا كُنَّا نَرَى ذَلِكَ إلاّ تَرْكَهَا ، فَقَالَ : لَوْ تَرَكُوهَا لَكَانُوا كُفَّارًا . اهـ .
وأما لو تأخّر الطبيب عن الجمعة أو عن الجماعة مِن أجل إنقاذ حياة مريض ، أو إجراء عملية لا تَحْتَمِل التأخير ، أو بدأ بِعملية ثم استغرق وقتها جميع وقت الصلاة ، فأخّر الصلاة إلى آخر وقتها ، أو جَمَعها مع الصلاة الأخرى إذا خَرَج وقتها ؛ فهو جائز ؛ لأن هذه حالات اضطرار .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
|
|
|
|
|