قال علي رضي الله عنه : لا تَهْتَمُّوا لِقِلَّةِ الْعَمَلِ وَاهْتَمُّوا لِلْقَبُولِ .
ولمّا جاء سائل إلى ابن عمر قال لابنه : أعطه دينارا ، فلما انصرف السائل قال له ابنه : تقبل الله منك يا أبتاه ، فقال : لو علمتُ أن الله يقبل مني سجدة واحدة وصدقة درهم لم يكن غائب أحب إليّ من الموت . أتدري ممن يتقبل ؟ (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) .
وقال فضالة بن عبيد : لأن أعلم أن الله تقبل مِنِّي مثقال حبة أحبّ إليّ من الدنيا وما فيها ، لأنه تعالى يقول : (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) .
وكان مُطَرِّف يقول : اللهم تَقَبّل مِنِّي صلاة يوم . اللهم تَقَبّل مِنِّي صوم يوم . اللهم اكتب لي حسنة ، ثم يقول : (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) . رواه ابن أبي شيبة
بعض الناس بلغوا في الترف والتبذير : أن صنعوا مزهريات وورود من العملات الورقية .. بل ظهر بعضهم في مقطع مرئي وهو يرمي الأوراق النقدية للبهائم !
وآخر يرميها في النار ..
وهذا من كُفران النعم ، ومن فعل الشياطين وإخوان الشياطين ..
قال ابن القيم رحمه الله :
أدَب المرء : عنوان سعادته وفَلاحه ، وقِلّة أدبه : عنوان شقاوته وبَوارِه . فما استُجلِب خير الدنيا والآخرة بِمثل الأدب ، ولا استجلب حِرمَانها بِمثل قِلّة الأدب .
فانظر إلى الأدب مع الوالدين : كيف نَجّى صاحبه مِن حَبْس الغار حين أطْبَقَت عليهم الصخرة .
والإخلال به مع الأم تأويلا وإقبالا على الصلاة : كيف امْتُحِن صاحبه بِهَدم صَومَعته ، وضَرْب الناس له ، ورَمْيه بِالفاحشة !
وتأمل أحوال كل شَقِيّ ومُغتَرّ ومُدْبِر : كيف تَجد قِلّة الأدب هي التي ساقته إلى الحرمان ؟!
الحذر مِن عدم رفع الأعمال ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ثلاثة لا تُجاوز صلاتهم آذانهم : العبد الآبِق حتى يرجع ، وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط ، وإمام قوم وهُم له كارِهون . رواه الترمذي ، وقال : هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه .
وقال الشيخ الألباني : حسن . قال ابن رجب :
مُجرد نفي القبولِ لا يَستلزمُ عدمَ وجوبِ الفعلِ ؛ كصلاةِ السَّكرانِ في مدةِ الأربعينِ ، وصلاةِ الآبقِ ، والمرأةِ التي زوجُها عليها ساخط . اهـ .
يعني : أنه يجب عليهم أداء الصلاة ، وإن وَرَد أنها لا تُقبَل .
ومثلهم : شارِب الْخَمر ، ومَن أتى عَرّافا فسَأله عن شيء .
ويَرى ابن رجب رحمه الله " أنَّ ارتكابَ بعضِ المحرماتِ التي ينقص بها الإيمانُ تكونُ مانعةً من قبول بعض الطاعات ، ولو كان مِن بعض أركان الإسلام بهذا المعنى الذي ذكرناه ، كما قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم : مَنْ شرِبَ الخمرَ لم يقبل الله له صلاة أربعين يوما " .
والحكمة في تخصيص الأربعين يوما في حديث شُرب الخمر : أن أثر الخمر يبقى في جوف العبد وعروقه وأعضائه أربعين يوما . ذَكَره ابن القيم في زاد المعاد .
وقال عمرو بن الحارث بن المصطلق رضي الله عنه : كان يُقال : أشد الناس عذابا اثنان : امرأة عَصَت زوجها ، وإمام قوم وهُم له كارهون . رواه الترمذي ، وقال الشيخ الألباني : صحيح الإسناد .
تعاظم فرعون في نفسه فقال : وإنا فوقهم قاهرون ؛ فقهره قاهر الجبابرة، وقاصم الكياسرة، فأصبح في غمار البحر ذليلا مثبورا مقهورا ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَن تَعظََّم في نفسه ، أو اختال في مِشيته ، لَقِي الله عز وجل وهو عليه غضبان . رواه الإمام أحمد والبخاري في " الأدب المفرَد " ، وصححه الألباني والأرنؤوط .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لأن يجلس أحدكم على جَمرة فتُحرق ثيابه ، فتخلُص إلى جِلده ، خير له مِن أن يَجلس على قَبر . رواه مسلم .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لأن أمشي على جَمرة ، أو سيف ، أو أخصِف نَعلي بِرِجلِي ، أحبّ إليّ مِن أن أمشي على قبر مُسلم ، وما أبالي أوَسط القبور قضيت حاجتي أو وسط السوق . رواه ابن ماجه ، وصححه البوصيري والألباني .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كَسْر عَظم الميت كَكَسْرِه حَيًّا . رواه الإمام أحمد وأبو داود وابن ماجه ، وصححه الألباني .