[ناصرة السنة]

السؤال
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
حياكم الله وأسعد أوقاتكم برضاه
فضيلة الشيخ أنا إنسانة سريعة الغضب و في نفس الوقت سريعة الرجوع منه و مشكلتي هي أني إذا غضبت من شخص أحلف بالله أن أمنعه من شيء ملكي قد يحتاج إليه و لكن بعد أن تهدأ نيران الغضب أجد نفسي قد تسرعت كثيرا فيما حلفت و أتراجع عنه و أندم على ذلك (عندما أكون غاضبة إذا لم أمنع الشخص الذي أغضبني من شيء لا تهدأ ناري أبدا)
وسؤالي لكم فضيلة الشيخ : هل علي كفارة يمين إذا تراجعت عنها في مثل حالتي هذه ؟؟ إذا كانت الإجابة نعم ماذا أفعل فيما مضى من ما تراجعت عنه و أنا لا أذكره جيدا ؟
و ما هو نصحكم لي ؟
بارك الله فضيلة الشيخ و سدد خطاك إلى الحق دوما




الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

إذا كنت تنوين عقْد اليمين ، فعليك كفارة إذا كان المحلوف عليه مِن جْنس واحد .
أما إذا كانت الأيمان مختلفة ، وعلى أشخاص متفرّقين في أوقات مُتفرّقة ، فعليك عن كل يمين كفارة .

أما إذا كانت مثل ما يجري على ألسنة الناس : والله ما أعطيك .. والله ما تأخذ .. فهذه لغو يمين ، وليس فيها كفارة .

وإذا كنت عقدت الأيمان فيما مضى ، فقدّري عدد الأيمان ، ثم كفّري عنها بِعددها .

والنصيحة :
أن لا تكثري من الحلف .. وإذا حلفت فاقرني الحلف بالمشية ، مثل : والله إن شاء الله ما أعطيك .. والله إن شاء الله لأحرمك . وعوّدي لسانك على ذلك ؛ فإنك إذا حلفت وعلّقت الحلف بالمشية ، فأنت مُخيّرة ؛ إن شئت أمضيت اليمين ، وغن شئت تراجَعْت عنه ولا كفارة عليك .

وحاولي ضبط أعصابك عند الغضب ؛ لأن الغضب ضار بالصحة ، وقد نَهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الغضب .
ومما يُعين على ذلك أن يتصبّر الإنسان .
قال عليه الصلاة والسلام : ومَن يَتصبّرْ يُصبّرْهُ اللّه ، وما أُعطِيَ أحدٌ عطاءً خيرا وأوسعَ منَ الصبر " رواه البخاري ومسلم .
وأن يُعوِّد الإنسان نفسه على الصبر ، والأشياء تُؤخذ بالتعوّد ، كما قال عليه الصلاة والسلام : إنما العِلْم بالتَّعَلُّم ، وإنما الْحِلْم بالتَّحَلّم . مَن يَتَحَرّ الخير يُعْطَه ، ومَن يَتَّـقّ الشَّرَّ يُوقَه . رواه الطبراني في الأوسط ، وصححه الألباني .

وسبق :
الغضب بين الشرع والطب
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4510

حَافِظ عَلَى هُدوئَك
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4509

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد