|
|
المنتدى :
قسم الأسرة المسلمة
هل آثـَـم عل عدم حب والديّ ؟
بتاريخ : 05-11-2012 الساعة : 10:17 PM
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل نفع الله بك الأمة وزادك الله علما على علمك
في البداية يا شيخي الفاضل أنا لي 7 أخوات شقيقات غيري . أمي وأبي انفصلا"وأكبرنا لم تتجاوز 13عاما وأصغرنا لم تتجاوز عاما ونصف " وأنا لم أتجاوز سن الثامنة "وتزوجت أمي من رجل آخر وعشت مع أبي لمدة 10 أعوام لم أرَ فيها والدتي أبدا وكانت هذه الأعوام من أسوأ أيام عمري فقد تزوج أبي من زوجة لا ترحم ومكثت معي أنا وأخواتي أربعة أعوام قاسينا فيها جميع أنواع الألم النفسي والإهانة ثم طلقها وتزوج بأخرى ولكنها أرحم من الأولى وكان أبي قاسي المشاعر لم يعطني قبلة على خدي إلا في الأعياد كنت عند قدومه أرتعش من الخوف وأتمنى ألا أراه ولكن كان له معي أيام جميله بقدر الأيام الشديدة والقاسية"تزوجت أختي الكبرى وأصر زوجها على أن تبحث عن والدتي وتبرها بحثت عنها ووجدت مكانها وكلمتها وبالتالي بدأنا جميعا نكلمها حتى نبرها فقط ولا شيء أكثر من ذالك ولكني لا أحبها مطلقا ولا أشعر بها أبدا.
وسؤالي يا شيخي الفاضل: هل أؤثم على عدم حب أبي وأمي ؟ وهل سيكرهني أولادي عندما أكبر بسبب عدم حبهما ؟ وأنا يا شيخي أحاول برهما على أكمل وجه ولكن أمي دائما تهددني أنا وأخواتي بأنها ستغضب علينا إذا رضيت يوم تغضب شهر. فهل سيعاقبني الله على غضبها ؟
وهي يا شيخي تستطيع هدم بيتي أنا وأخواتي البنات لأنها تحكي كلام عن والدي قد يكون صحيحا وقد يكون خاطئا والكلام كله يمس أبي بشكل محرج فهل لي الحق أن أبرها ولكن بعيدا عن بيتي ؟
وجزاك الله خيرا ودمت بألف عافية

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
تذكّري فضْل والدتك عليك ، وأنها كانت سببًا في وُجودك .
تذكّري مُعاناتها في كلّ حَمْل وولادة .
وقد رأى ابن عمر رضي الله عنهما رجلا يمانيا يطوف بالبيت ، حَمَل أمه وراء ظهره يقول :
إني لها بعيرها الْمُذَلَّل **إن أذعرت ركابها لم أذعر
ثم قال : يا ابن عمر أتراني جزيتها ؟ قال : لا ، ولا بِزَفرة واحدة . رواه البخاري في الأدب المفرد .
وعليكم بِـرّ أمّكم وإن قصّرت في حقّكم ؛ لأن كل إنسان سوف يُسأل في خاصّة نفسه ، وسوف يُسأل عمّا وَجب عليه .
وقد قال عليه الصلاة والسلام : ستكون أثَرَة ، وأمور تنكرونها . قالوا : يا رسول الله فما تأمرنا ؟ قال : تُؤدّون الحق الذي عليكم ، وتسألون الله الذي لكم . رواه البخاري ومسلم .
وأما الحب والبغض فهما في القلب ، ولا يملك الإنسان مَيْل قلبه ؛ ولا يُؤاخذ بِما في قلبه مما لا يَدَ له فيه ، وإنما يُؤاخذ بأقواله وأفعاله .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
|
|
|
|
|