[ناصرة السنة]

السؤال
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
حبيت أسأل عن حكم البقاء مع الزوج الذي لا يصلي في المسجد صلاته تكون في البيت ؟




الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

يجوز لها أن تبقى معه إذا كان لا يترك شيئا مِن الصلوات .
وعلى الزوجة أن تُناصِح زوجها ، وأن تُذكّره بالله ، وتُذكّره بنحو قوله عليه الصلاة والسلام : مَن سَمِع النداء فلم يأته فلا صلاة له إلاَّ مِن عُذر . رواه ابن ماجه . وصححه الألباني .
قال الترمذي : وقال بعض أهل العلم : هذا على التغليظ والتشديد ، ولا رُخصة لأحَدٍ في تَرْك الجماعة إلاَّ مِن عُذر . اه .

وتُذكّره بِفضل حضور صلاة الجماعة ، بِنحو قوله عليه الصلاة والسلام : صلاة الرجل في الجماعة تُضَعَّفُ على صلاته في بيته وفي سُوقِه خمسة وعشرين ضِعْفًا ، وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوُضوء ثم خَرج إلى المسجد لا يُخْرِجه إلاَّ الصلاة ، لم يَخطُ خطوة إلاَّ رُفِعَت له بها درجة وحُطّ عنه بها خطيئة ، فإذا صلى لم َتزل الملائكة تُصَلِّي عليه ما دام في مُصَلاَّه : اللهم صَلِّ عليه ، اللهم ارحمه ، ولا يزال في صَلاة ما انتظر الصلاة . رواه البخاري ومسلم .
وقال جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما : كَانَتْ دِيَارُنَا نَائِيَةً عَنْ الْمَسْجِدِ ، فَأَرَدْنَا أَنْ نَبِيعَ بُيُوتَنَا فَنَقْتَرِبَ مِنْ الْمَسْجِدِ ، فَنَهَانَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : إِنَّ لَكُمْ بِكُلِّ خَطْوَةٍ دَرَجَةً. رواه مسلم .

وتُذكّره بأن التخلُّف عن الجماعة مِن أفعال المنافقين ، كما قال ابن مسعود رضي الله عنه : مَن سَرَّه أن يَلْقَى الله غَدًا مُسْلِمًا فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث يُنادَى بهن ، فإن الله شَرَع لِنبيكم صلى الله عليه وسلم سُنن الهدى ، وإنهن مِن سُنن الهدى ، ولو أنكم صَلّيتم في بيوتكم كما يُصَلِّي هذا الْمُتَخَلِّف في بيته لتركتم سُنة نَبيكم ، ولو تَركتم سُنة نَبيكم لَضَللتم ، وما مِن رَجل يَتطهر فيحسن الطهور ثم يَعْمَد إلى مَسجد مِن هذه المساجد إلاَّ كَتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة ، ويرفعه بها درجة ، ويحط عنه بها سيئة ، ولقد رأيتنا وما يَتَخَلَّف عنها إلاَّ مُنَافِق معلوم النفاق ، ولقد كان الرجل يؤتي به يُهَادَى بين الرَّجُلَين حتى يُقَام في الصَّفّ . رواه مسلم .

والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد