[ناصرة السنة]

السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الشيخ عبد الرَّحمن السحيم - سددكم الله وسلّمكم -
ينتشِر في بعض البلدان العربية المجاوِرة تربية السلحفاة حيث يتعقِدون فيها أنها تجلِب الرِّزق ، فيحضرون سلاحِف ويربّونها في بيوتهم ولا يُخرجونها لاعتقادهم بجلْبِها للرِّزق .
ومِن طقوسهم أنّهم يراقبون تحرّكاتها في البيت فيراقبون العشب الذي تأكل منه السلحفاة ويأخذون العشب ويضعونه في عِطر ويعتقدون أن البنت إذا رشّت من عِطر فيه عشبة كركعة (سلحفاة) تتزوج بل تحل كل مشاكلها وتجلِب للرجل السعادة وتيسِّر كل أموره .
وتُباع العشبة بثمنٍ غالٍ جدا ويعطون المُشتري كم ورقة فقط ويحرصون عليها بشكل كبير وعِطر عشبة الكركعة غالٍ جدًا جدًا
فما نصيحة فضيلتك لمثل هؤلاء ، وهل في اعتقادهم تأثير على توحيدهم وعقيدتهم ؟
وفق الله فضيلتكم ويسّر الله أموركم وجعلكم مِن الصالحين المصلحين ، وأقرّ الله عينكم ويسّر الله على فضيلتكم كما يسّرتم على الناس معرفة أمور دِينهم وعباداتهم .




الجواب :
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

هذا مِن الشرك ؛ لأنه مِن جَعْل السلحفاة سَبَبًا لِجَلْب الرِّزْق وحصول الخير والسعادة وتيسير الأمور ، وهذا أمْر لم يأذن به الله ، ولم يَجعله سَبَبًا لذلك .

وأيّ خير أو حظّ يأتي به ويَجْلبه حيوان بَهيم لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا ؟!

ومثل هذا من يعتقد أن السلحفاة تكون سببا للتعاسة ..

وكل هذه الاعتقادات اعتقادات جاهلية خاطئة ، وهو مِن الخرافات !

ولعل مَن نَشَر تلك المعتقدات يُريد أن يَتَكَسَّب مِن ورائها ؛ مِن بيع السلاحف والأوراق التي تأكلها !
ولِبعض الناس حيل في التكَسّب وجَلْب المال !

وقد حذّر شيخنا الشيخ ابن باز رحمه الله مِن نشرات تتضمن آيات يُعتقد أنها تجلب الحظ !
قال شيخنا ابن باز رحمه الله :
اطلعت على نَشْرَة يُوَزّعها الكثير من الناس عن جهل أو قصد سيئ ، قد بدأها صاحبها بِقول الله تعالى : (بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ) ، وذَكَر بعدها آيات , ثم قال ما نصه : اهتم بإرسال هذه الآيات لتكون مَجْلَبة خَير ويُمْن ومال وفلاح , ثم ذكر بعد ذلك أنه تم توزيعها حول العالم , وأن من اعتنى بها ربح ربحا كثيرا , ومَن أغفلها أُصِيب بأنواع مِن الحوادث , وذَكَر أنها تمنع المضرات وتجلب العلاج والخير بعد أربعة أيام . ونظرا إلى أن هذه النشرة لا أساس لها من الصحة, بل هي كذب وافتراء وقول بغير علم واعتقاد أنها تجلب الخيرات وتدفع المضرات , وأن من اعتنى بها ربح ومن أهملها أصيب بالحوادث اعتقاد باطل , يَقْدح في العقيدة , ويدعو إلى تَعَلّق القلوب بهذه الـنَّشْرَة وانصرافها عن الله عز وجل .
فلهذا رأيت تحذير المسلمين منها , ووصيتهم بإتلافها أينما وُجِدت , وتنبيه إخوانهم على بطلانها , وأن اعتقاد ما فيها يخالف شريعة الله ويَقْدح في العقيدة , لأنه اعتقاد فاسد ليس له أساس من الصحة بل هو من الكذب على الله ودعوى باطلة , وهي مِن جِنس الوصية المنسوبة إلى خادم حجرة النبي صلى الله عليه وسلم , وقد سبق أن نَبّهنا على بُطلانها وأنها كَذِب لا أساس لها مِن الصحة ولا لِمَا ادَّعاه صاحبها ، فهاتان النشرتان كلتاهما مِن أبطل الباطل , فالواجب على كل مسلم أن يَحْذَرهما وأن يُحَذِّر منهما غيره ، عَمَلاً بِقول الله سبحانه : (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) ، وقوله سبحانه : (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ) الآية .
ولا شك أن هاتين الـنَّشْرَتَين مِن المنكر الذي يجب النهي عنه , ويجب على ولاة الأمور البحث عن مُرَوّجهما وعقابه بما يَرْدَعه وأمثاله .

والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد