|
|
المنتدى :
قسم القـرآن وعلـومه
حكم سماع القرآن الكريم وأنا أعمل بالبيت او بالمكتب
بتاريخ : 20-11-2013 الساعة : 06:50 PM
السلام عليكم ورحمة اله وبركاته
هل صحيح أنه حرام أن أسمع القرآن الكريم وأنا أعمل بالمكتب
بمعنى أنا أحب الاستماع الي القرآن الكريم بغرض الاستئناس بكلام الله والاستمتاع بالقرآن الكريم وأنا أعمل علي جهازي وأحد الاصدقاء قال لي انه ما دمت أنني لا أنصت للقرآن الكريم (بغرض الاستماع والتدبر) فذلك حرام علي ؟
قلت له أنا أحب أن أسمعه فى كل وقت وأن يكون من حولي فى كل وقت وفى أي حالة وتحت أي ظروف فهل هذا حرام مع العلم أن قول الله تعالي ( وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) يأتي فى حالة واحدة ، وهي حالة الصلاة فهنا لابد أن أنصت بكل جوارحي حتي لا يضيع خشوعي ؟
فما رأيكم ؟ أستمع وأنا أعمل أم لا أستمع

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
من قال : هذا حلال ، أو قال : هذا حرام لزِمه الدليل .
ولا دليل على قول من قال بتحريم قراءة القرآن أو استماعه ، وهو يَعمل أو يمشي ، ونحو ذلك
بل قراءة القرآن مشروعة حال القيام وحال الاضطجاع ، وحال الرّكوب على راحلة أو في سيارة ، ولا يُمنَع من قراءة القرآن إلا في حال لا تليق بالقرآن ، كأن يكون الإنسان في مكان مُستقذَر ، أو يكون في مقبرة ، أو في حال لهو ولعب ، فإن هذا لا يليق بالقرآن .
وقد قرأ النبي صلى الله عليه وسلم وهو على راحلته
روى البخاري من طريق شعبة عن معاوية بن قرة عن عبد الله بن المغفل المزني رضي الله عنه قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح على ناقة له يقرأ سورة الفتح ، أو من سورة الفتح قال : فَرَجَّعَ فيها ، قال : ثم قرأ معاوية يَحْكِي قراءة ابن مغفل ، وقال : لولا أن يجتمع الناس عليكم لرجّعت كما رجّع ابن مغفل يَحْكِي النبي صلى الله عليه وسلم . فقلت لمعاوية : كيف كان ترجيعه قال : آ آ آ ، ثلاث مرات .
وقال ابن القيم في هديه صلى الله عليه وسلم في قراءة القرآن واستماعه وخشوعه وبكائه عند قراءته واستماعه وتحسين صوته به وتوابع ذلك :
وكان يقرأ القرآن قائما وقاعدا ومضطجعا ومتوضئا ومحدِثاً . اهـ .
وقال النووي : يُستحب للقارئ في غير الصلاة أن يستقبل القبلة ، ويجلس مُتَخَشِّعاً بسكينة ووقار ، مُطْرِقاً رأسه ، ويكون جُلوسهُ وحده في تحسين أدبه ، كجلوسه بين يدي معلمه ، فهذا هو الأكمل ، ولو قرأ قائماً أو مضطجعاً أو في فراشه أو على غير ذلك من الأحوال جاز ، وله أجر ذلك دون الأول ، ودلائل هذا كله في الكتاب والسُّنة مشهورة . اهـ .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
|
|
|
|
|