|
|
المنتدى :
قسـم العقـيدة والـتوحيد
هل يجوز نشْر تنبؤات الكهّان أو تصديقها ؟
بتاريخ : 10-09-2015 الساعة : 02:02 PM
يا شيخ هل يجوز نشر تنبؤات مثل (تنبؤات نوستراداموس في المستقبل) هذه والزعم أنها ليست هرطقات فارغة لأن معظم من تنبؤاته حدثت وأنها وإن كانت كذب فهي من الثقافة العامة
الموضوع
قد يقول أحد من الناس أنه يجب أن لا يستشهد برجل يهودي الأصل و بكتاب يتحدث عن الغيبيات التي هي لله وحده فأقول أن الاستشهاد بأهل الكتاب إذا كان فيه ما يؤيد المنظور الإسلامي ويتفق معه فلا بأس في دراسته والتعريف به و أبلغ البراهين على العدو أن تأخذ من فمه ما يدينه و ما يؤيد حجتك عليه .
وقد يكون لله الحكمة البالغة في إظهار هذه الغيبيات على يد رجل يهودي حتى تكون أبلغ أثرا وسيقوم أبناء جلدته بنشرها وتعريف الناس بها لأنها لو ظهرت على يد رجل مسلم لتم طمسها و إزالتها من الوجود و لادعّوا إن هذا الرجل إنما يريد أن ينتصر لدينه
من هنا نستنتج أنه جائز لنا أن ندرس و نعرف ما ورد في كتاب ( القرون ) ولقد كتب التنبؤات بشكل مقاطع شعرية من أربعة أبيات مبهمة المعاني ولغات متعددة مثل اللاتينية
النبوءة السادسة والثلاثين/ سيتغلب الأسد الصغير على الأكبر في ميدان القتال وفي قتال فردي سيفقأ عينه وهما في قفصهما الذهبي
جرحان في مكان واحد .. ثم يموت ميتة قاسية
تحققت تلك النبوءة بالنص .. حيث توفي ملك فرنسي إثر إصابته في مبارزة ودية وكانت الإصابة في الرأس فوق العين.توفي الملك بعدها وظل يتعذب عذابا شديدا من تلك الجراح.وأصبحت الملكة كاثرين من أشد المؤمنين بنوسترادموس وتنبؤاته عندما علمت بهذا الحادث .. من المهم معرفة أن الملك الفرنسي كان له رمز أسد على درعه الذهبي.أما قائد الحرس فقد كان علمه يحمل رمز شبل صغير قوي.وكان أيضا يرتدي درعا - قفصا - ذهبيا .
وجزاك الله يا شيخ وجعل ما تقوله في ميزان حسناتك.

الجواب :
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
لا يجوز تصديق مثل هذه الخرافات ، وإن صدق بعضها ، فإنها مِن توقّعات وتخمينات إخوان الشياطين !
وقد سُئل عليه الصلاة والسلام عَنْ الْكُهَّانِ ؟
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَيْسُوا بِشَيْءٍ .
قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَإِنَّهُمْ يُحَدِّثُونَ أَحْيَانًا بِالشَّيْءِ يَكُونُ حَقًّا !
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : تِلْكَ الْكَلِمَةُ مِنْ الْحَقِّ يَخْطَفُهَا الْجِنِّيُّ فَيَقُرُّهَا فِي أُذُنِ وَلِيِّهِ قَرَّ الدَّجَاجَةِ ، فَيَخْلِطُونَ فِيهَا أَكْثَرَ مِنْ مِائَةِ كَذْبَةٍ ! رواه البخاري ومسلم .
وقد نَهى النبي صلى الله عليه وسلم عن تصديق أهل الكتاب .
فقد روى البخاري من حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كان أهل الكتاب يقرؤون التوراة بالعبرانية ويُفسِّرونها بالعربية لأهل الإسلام ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تُصدِّقوا أهل الكتاب ولا تكذّبوهم ، وقولوا : (آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا) الآية .
فعَرْض ما لدى الآخرين يلزم منه تصديق أهل الكتاب ، أو تصديق بعض ما لديهم على الأقل .
وروى الإمام أحمد أن عمر بن الخطاب أتى النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب أصابه من بعض أهل الكتب ، فقرأه النبي صلى الله عليه وسلم فغضب ، فقال : أمتهوّكون فيها يا ابن الخطاب ؟ والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية . لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق فتكذبوا به ، أو بباطل فتصدقوا به . والذي نفسي بيده لو أن موسى صلى الله عليه وسلم كان حيّاً ما وسعه إلا أن يتبعني .
ومعنى ( متهوّكون ) أي متهوّرون وزناً ومعنى .
وسبق :
هل الاجتهاد يكون في شيء ورد فيه نص أم موقف مستحدث لم يرد فيه نص؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3942
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض
|
|
|
|
|