|
|
المنتدى :
قسـم الفتـاوى العامـة
ما حكم إطلاق وصف المنافق أو العلماني أو الليبرالي على من يتصفون بها ؟
بتاريخ : 06-10-2015 الساعة : 03:34 PM
ما حكم إطلاق منافق أو علماني أو ليبرالي على من يتصفون بها مثل قول منافق لمن اتصف بصفات المنافقين علما أني أحذر من صفات المنافقين وأطالبها بالابتعاد عن هذه الصفات
ما حكم إطلاق صفة العلمانية على من يحصر الدين في أمور معينة كالوضوء ومعرفة المرأة أمور تخص دينها دون أوامر التفقه في الدين لأنه توجد طبقة واسعة جاهلة بأمور معينة

الجواب :
ينبغي أن يُعلَم أن صِفات المنافقين على نوعين :
نوع صِفات عملية ، مثل : الكذب في الحديث ، وإخلاف الوعد ، وخيانة الأمانة ، والفجور في الخصومة ، والغَدْر في العهود ، وهذا دلّ عليه قوله عليه الصلاة والسلام : أربع مَن كُنّ فيه كان منافقا خالصا ، ومن كانت فيه خصلة منهن كان فيه خصلة من النفاق حتى يدعها : إذا حدّث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا عاهد غدر ، وإذا خاصم فجر . رواه البخاري ومسلم .
وفي الحديث الآخر : آية المنافق ثلاث : إذا حَدّث كَذَب ، وإذا وَعَد أخْلَف ، وإذا اؤتمن خان . رواه البخاري ومسلم .
والنوع الآخر من النفاق : هو النفاق الاعتقادي ، بأن يُظهِر الإسلام ، ويُبطِن الكُفر .
ولا ينبغي التسرّع في إطلاق وصف النفاق على شخص بِعينه حتى يُتحقق من الأمر . فإن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم اجتمعوا في بيت عتبان بن مالك رضي الله عنه ، فقال قائل منهم : أين مالك بن الدخيشن أو بن الدخشن ؟ فقال بعضهم : ذلك منافق لا يُحِبّ الله ورسوله . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تَقُل ذلك ، ألا تراه قد قال لا إله إلا الله يريد بذلك وجه الله . قال : الله ورسوله أعلم . قال : فإنا نرى وجهه ونصيحته إلى المنافقين ! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فإن الله قد حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله . رواه البخاري ومسلم .
وأما العلمانيون ومن لَفّ لفّهم ، فهؤلاء أقرب إلى الوصف بالزندقة ، وليس الوصف بالنفاق ؛ لأن الزنديق هو الذي يُنكِر معلوما من الدِّين بالضرورة . وهذا أيضا يلزم منه التثبّت .
والعلمانية هي التي تحصر الدِّين في أشياء مُعينة ، وهذه عند التطبيق ليس لها رصيد !
بمعنى : أنهم يقولون : الدِّين في المسجد ! وإذا استولوا على بلد أو حكموه ، مَنَعُوا إقامة الدِّين حتى في المسجد !
ففي بعض الدول العربية - مع الأسف - تم إصدار بطاقات للمصلِّين مِن أجل تحديد المسجد الذي يُصلّي فيه الْمُصَلِّي ! ولا يُمكنه أن يُصلّي في غيره !
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض
|
|
|
|
|