|
|
المنتدى :
قسـم المحرمـات والمنهيات
هل يجوز أن أدفع مالاً لِمَن يجتاز بي سنة دراسيَّة حُرمتها بسبب ظروفي السيَّئة ؟
بتاريخ : 16-11-2015 الساعة : 07:02 PM
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبدأ أولاً بالحمد والثناء على الله جل وعلا...وأصلي على خير من بعث في الملا..امام المتقين وسيد المرسلين محمد بن عبد الله..صلى عليه ربي وآله وصحبه وسلم إلى يوم الدين
شيخنا حفظك الله..
أود أن أطرح هذا الاستفسار..وما كان ليخطر ببالي لولا ما أقاسيه من الهموم جراء ما حصل لي..
باختصار..
انا طالب في كلية الطب مغترب أدرس خارج بلدي في بلد عربي شقيق
قدمت اليه في العام الماضي...ومررت بظروف صعبة من بحث عن سكن ورفقة أعيش معهم عدا عن وصولي مجبراً في وقت متأخر بعد بداية العام..والتأخير من سفارة البلد
مررت بحالة من الإحباط واليأس الناتجة عما ذكرت جعلتني لا أطيق أن أفتح كتاباً..
وظروف أخرى من سوء المعاملة التي لاقيناها وعدم مراعاة الظروف من جانب الكلية
كل هذا كان نتاجه أني رسبت في هذه السنة وأعدتها...
إلا أنني وصلت إلى شخص يمكنه أن يعوض لي السنة الفائتة..وأصبحُ السنةَ القادمةَ في السنة الثالثة...دون أن أتقدم لامتحانات السنة الثانية
وبالنسبة لمواد السنة الثانية وارتباطها بما بعدها...هو ارتباط بسيط...وبإمكاني قراءتها في شهر ومتابعة دراستي دون أن يؤثر ذلك على ما بعدها...كما أنها مرتبطة بالسنة الأولى...وأنا فهمت الأولى جيداً..وذلك يسهل علي الثانية ويجعلها تحتاج فقط لقراءة اطلاع...ولن أحتاجها لأكثر من السنة اللتي بعدها...كما أنني لن أحتاج إلا نصف ما بها من مواد...والنصف الآخر لا أعود له أبداً..ولا أحتاجه في الطب
هذا الرجل يطلب مبلغاً من المال...وهو ما جعلني أراجع الموضوع أكثر..كونه رشوة
لكن الذي دفعني لسؤال مثل هذا السؤال...ما أعانيه من هموم ضياع سنة من عمري...وأنا طالب متفوق منذ صغري ولم أعرف في مراحل دراستي كلها الا التفوق...وكان هذا الرسوب في العام الماضي أمراً ليس بيدي ولم يكن بتقصير منّي قط.
كما انني على ثقة تامة بأن السنة التي سأتجاوزها بإمكاني دراستها في الصيف..وعطلته طويلة..تقارب 3 أشهر
هل يجوز لي هذا الأمر؟
أفيدونا حفظكم الله

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وحَفِظَك الله ورَعَاك وأعانك .
لا يجوز هذا العَمَل ؛ لأنه مِن الغشّ والخديعة .
وقد قال عليه الصلاة والسلام : مَن غشّنا فليس منا . رواه مسلم .
وقال عليه الصلاة والسلام : المكر والخديعة والخيانة في النار . رواه الحاكم وغيره .
قال ابن حجر في" فتح الباري " : وأما حديث " الخديعة في النار " ، فرويناه في الكامل لابن عدي مِن حديث قيس بن سعد بن عبادة قال : لولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : المكر والخديعة في النار ؛ لكنت مِن أمْكَر الناس . وإسناده لا بأس به . اهـ .
ثم إن دَفع المال في مثل هذا مِن الرشوة المحرّمة ، بل هي مِن كبائر الذنوب ، فقد لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الرَّاشِي وَالْمُرْتَشِي . كما في مسند الإمام أحمد وسُنن أبي داود وجامع الترمذي وسُنن ابن ماجه .وصححه الألباني .
ولا تَكرَه ما حصل لك فلعل الخير في التأخير .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية
|
|
|
|
|