[ناصرة السنة]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قرأت في أصل عادة "شهر العسل" وأنها نشأت في أوروبا وأنها كانت تشمل رموز واعتقادات غريبة وعادات محرمة .. أما اليوم فهي مجرد إجازة تقضى بعد الزواج .. فهل تعد من التشبه بالغرب عمومًا حتى إذا كان السفر داخل بلاد الإسلام ؟
وهل كل عادة نشأت عند الكفار لا ينبغي الأخذ بها ؟
أحسن الله إليكم وجزاكم عنا خير الجزاء


الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

في المسألة تفصيل ، وهو أن يُقال :
إذا كان الأمر من أمور العبادات عند اليهود أو عند النصارى أو عند غيرهم من الكفار ؛ فلا يجوز عمله بِحال من الأحوال ، إلاّ إذا جاء في شرعنا ، فيكون مما جاءت به الشرائع ، كمسائل الحجاب والحدود وغيرها .
أما إذا كان من الأمور الدنيوية ، فيُنظر فيها على تفصيل ؛ إن كان يُصاحبها اعتقاد ، فلا يجوز عملها ، مثل دبلة الخطوبة !
وإن لم يُصاحبها اعتقاد وفَشَتْ وانتشرت بين المسلمين ، حتى إن الذي يعملها من المسلمين يعملها على أنها من عادات الناس في بلده ، فهذه أرجو أنه لا بأس بها .
وهذا القسم يدخل تحته ما عُرِف بشهر العسل ، ومع ذلك فلا ينبغي التقيّد بهذه التسمية ولا بالمدّة ، بل إن حياة المسلم إذا كانت قائمة على التمسّك بالكتاب والسنة فإنها كلها حياة حلوة هانئة .

والسفر من الأمور المباحة في الأصل ، ويجوز للززوج أن يسافر بزوجته خاصة إذا كانت عروسا ، لأن ذلك أقرب إلى التآلف ، والابتعاد عن الروتين .
على أن لا يكون السفر إلى بلاد الكفار ولا إلى أماكن يكثر فيها الفسق والفجور ، فإن العلماء نصّوا أن على الزوج أن يمنع زوجته ، والوليّ أن يمنع موليته من أماكن الاختلاط والفُرجَة .

فقد نصّ الإمام ابن القيم على " أن ولي الأمر يجب عليه أن يمنع اختلاط الرجال بالنساء في الأسواق والفُرَج ومَجَامِع الرجال . قال مالك رحمه الله ورضي عنه : أرى للإمام أن يتقدّم إلى الصّـيّاغ في قعود النساء إليهم ، وأرى ألاَّ يَترك المرأة الشابة تجلس إلى الصياغ " .

وقال ابن القيم رحمه الله : ولا ريب أن تمكين النساء من اختلاطهن بالرجال أصل كل بلية وشرّ ، وهو من أعظم أسباب نزول العقوبات العامة ، كما أنه من أسباب فساد أمور العامة والخاصة ، واختلاط الرجال بالنساء سبب لكثرة الفواحش والزنا ، وهو من أسباب الموت العام ، والطَّواعين المتصلة ... فمن أعظم أسباب الموت العام كثرة الزنا بسبب تمكين النساء من اختلاطهن بالرجال والمشي بينهم متبرجات متجملات اهـ .


والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض