|
|
المنتدى :
إرشـاد القـصــص
هل النبى عليه السلام نفض التراب في وجوه الذين كانوا يريدون قتله ؟
بتاريخ : 16-02-2010 الساعة : 09:02 PM
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على خير البشر على من لا نبي بعده محمد بن عبد الله اما بعد
شيخنا... اجلكم الله
اود ان اعرف حقيقة ان النبي صلى الله عليه وسلم حينما خرج من بيته ونام سيدنا على رضي الله عنه مكانه هل وهو خارج عليه السلام نفض التراب في وجوه الذين كانوا يريدون قتله وقرأ قوله تعالى ( وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون)
جزيتم الجنة

الجواب :
وجزاك الله خيرا
القصة يذكرها أهل السير على اختلاف في كونها ليلة الهجرة أو غيرها .
وقد أخرجها ابن هشام في السيرة عن ابن إسحاق قال : حدثني يزيد بن أبى زياد ، عن محمد بن كعب القرظي ، قَالَ : لَمّا اجْتَمَعُوا لَهُ وَفِيهِمْ أَبُو جَهْلِ بْنُ هِشَام فَقَالَ وَهُمْ عَلَى بَابِهِ : إنّ مُحَمّدًا يَزْعُمُ أَنّكُمْ إنْ تَابَعْتُمُوهُ عَلَى أَمْرِهِ كُنْتُمْ مُلُوكَ الْعَرَبِ وَالْعَجَمِ ، ثُمّ بُعِثْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ فَجُعِلَتْ لَكُمْ جِنَانٌ كَجِنَانِ الأُرْدُنّ ، وَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا كَانَ لَهُ فِيكُمْ ذَبْحٌ ثُمّ بُعِثْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ ثُمّ جُعِلَتْ لَكُمْ نَارٌ تُحْرَقُونَ فِيهَا . قَالَ : وَخَرَجَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَأَخَذَ حَفْنَةً مِنْ تُرَاب فِي يَدِهِ ثُمّ قَالَ : أَنَا أَقُولُ ذَلِكَ أَنْتَ أَحَدُهُمْ . وَأَخَذَ اللّهُ تَعَالَى عَلَى أَبْصَارِهِمْ عَنْهُ فَلا يَرَوْنَهُ فَجَعَلَ يَنْثُرُ ذَلِكَ التّرَابَ عَلَى رُءُوسِهِمْ وَهُوَ يَتْلُو هَؤُلاءِ الآيَاتِ مِنْ يس : ( يس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ إِنّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ عَلَى صِرَاط مُسْتَقِيم تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرّحِيمِ ) إلَى قَوْلِهِ : ( فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ ) حَتّى فَرَغَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مِنْ هَؤُلاءِ الآيَاتِ وَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ رَجُلٌ إلاّ وَقَدْ وَضَعَ عَلَى رَأْسِهِ تُرَابًا ، ثُمّ انْصَرَفَ إلَى حَيْثُ أَرَادَ أَنْ يَذْهَبَ فَأَتَاهُمْ آت مِمّنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُمْ فَقَالَ مَا تَنْتَظِرُونَ هَاهُنَا ؟ قَالُوا : مُحَمّدًا ؛ قَالَ خَيّبَكُمْ اللّهُ قَدْ وَاَللّهِ خَرَجَ عَلَيْكُمْ مُحَمّدٌ ثُمّ مَا تَرَكَ مِنْكُمْ رَجُلا إلاّ وَقَدْ وَضَعَ عَلَى رَأْسِهِ تُرَابًا ، وَانْطَلَقَ لِحَاجَتِهِ أَفَمَا تَرَوْنَ مَا بِكُمْ ؟ قَالَ فَوَضَعَ كُلّ رَجُل مِنْهُمْ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ فَإِذَا عَلَيْهِ تُرَابٌ ثُمّ جَعَلُوا يَتَطَلّعُونَ فَيَرَوْنَ عَلِيّا عَلَى الْفِرَاشِ مُتَسَجّيًا بِبُرْدِ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَيَقُولُونَ وَاَللّهِ إنّ هَذَا لَمُحَمّدٌ نَائِمًا ، عَلَيْهِ بُرْدُهُ . فَلَمْ يَبْرَحُوا كَذَلِكَ حَتّى أَصْبَحُوا فَقَامَ عَلِيّ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ عَنْ الْفِرَاشِ فَقَالُوا : وَاَللّهِ لَقَدْ كَانَ صَدَقَنَا الّذِي حَدّثَنَا .
وهذه الرواية ضعيف ؛ لأن محمد بن كعب القرظي لم يُدرك القصة ، فهي مُنقَطِعة .
قال ابن حجر في ترجمته : ولد سنة أربعين على الصحيح .
وروى عبد الرزاق – ومن طريقه أبو نُعيم الأصبهاني في " دلائل النبوة " ، وأحمد في " المسند " – عن معمر قال : أخبرني عثمان الجزري أن مِقْسَما مولى ابن عباس أخبره في قوله : (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ) قال : تشاورت قريش بمكة ، فقال بعضهم : إذا أصبح فأثبتوه بالوثاق ، يريدون النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال بعضهم : بل اقتلوه ، وقال بعضهم : أن أخرجوه ، فأطلع الله نبيه على ذلك ، فبات عليٌّ عَلى فراش النبي صلى الله عليه وسلم تلك الليلة ، وخرج النبي صلى الله عليه وسلم حتى لَحِق بالغار ، وبات المشركون يحرسون عَلِيًّا ، يحسبون أنه النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما أصبحوا ثاروا إليه ، فلما رأوا عَلِيا رَدّ الله مكرهم ، فقالوا : أين صاحبك هذا ؟ قال : لا أدري ، فاقتصوا أثره ، فلما بلغوا الجبل اختلط عليهم الأمر ، فصعدوا الجبل ، فمروا بالغار فرأوا على بابه نسج العنكبوت ، فقالوا : لو دخل هاهنا لم يكن بنسج العنكبوت على بابه ، فمكث فيه ثلاثا .
وهذا ضعيف أيضا .
قال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده ضعيف . عثمان الجزري قال أحمد : روى أحاديث مناكير زعموا أنه ذهب كتابه . اهـ .
ومع ذلك فهو مُنقطِع أيضا ؛ لأن مِقسَم مولى ابن عباس توفّي سنة 101 هـ ، فهو لم يُدرك القصة .
وروى ابن جرير بإسناده إلى عن عكرمة أنه قال : قال أبو جهل : لئن رأيت محمدًا لأفعلن ولأفعلن ، فأُنْزِلَت : ( إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلالا ) .. إلى قوله : ( فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ ) قال : فكانوا يقولون : هذا محمد ، فيقول : أين هو، أين هو ؟! لا يُبْصِره .
وهذا أيضا ضعيف إلاّ أنه مقبول في التفسير ؛ لأن عكرمة إمام في التفسير ، وإن كان هو أيضا لم يشهد القصة .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
|
|
|
|
|