|
|
المنتدى :
قسـم السنـة النبويـة
حديث أُمِرْتُ أن أُقاتِل الناس..هل يتعارض مع: لا إكراه في الدين
بتاريخ : 24-02-2010 الساعة : 09:53 PM
السؤال :
هل حديث : " أُمِرْتُ أن أُقاتِل الناس ... " يتعارض مع قوله تعالى : ( لا إكراه في الدين ) ؟؟أرجو الإيضاح والبيان بشكل كاف لأن هذا السؤال يهمني كثيراً
ولكم جزيل الشكر .

الجواب : وبارك الله فيك
لا تعارض بين نصوص الوحيين ، لأن كلاًّ منهما من عند الله .
قال عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما : كنت أكتب كل شيء أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم أريد حفظة ، فنهتني قريش ، وقالوا : أتكتب كل شيء تسمعه ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بشر يتكلم في الغضب والرضا ؟ فأمسكت عن الكتاب ، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأومأ بأصبعه إلى فيه فقال أكتب فو الذي نفسي بيده ما يخرج منه إلا حق . رواه الإمام أحمد وأبو داود .
وأما ما سألت عنه وهو هل هناك تَعارض بين قوله تعالى : (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ) مِن جِهة ، وبين قوله تعالى : (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ) وقوله تعالى : (وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً) .
وقوله عليه الصلاة والسلام : أُمِرْتُ أن أُقاتِل الناس ... الحديث . فالقتال لا يكون ابتداء ، وإنما يأتي في المرحلة الثالثة . فالمراحل ثلاث :
الأولى : الدعوة إلى الإسلام ، فَمَن قبِل الإسلام صار مُسلِماً له ما لنا وعليه ما علينا .
الثانية : إذا رَفَض الإسلام ، وكان من أهل الكتاب أو من أُلحِق بهم ، فيُدعى إلى دفع الجزية والبقاء على دِينِه ، لأن له شُبهة يتعلّق بها ، فإن قَبِل هذا أُقِرّ على دينه ، بل وعلى أرضه ومالِه .
فإن رَفَض الإسلام والجزية انتُقِل إلى :
المرحلة الثالثة : وهي القتال . وبهذا يُفهم ما يُراد بالقتال كافة ، وبالقتال حتى يكون الدِّين كله لله . أي أن يكون دين الله عز وجل هو العالي وهو المهيمن .
وقوله عليه الصلاة والسلام : أُمِرْتُ أن أُقاتِل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ، فمن قالها فقد عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله. رواه البخاري ومسلم .
ليس فيه معنى الإكراه على الدِّين ، وإنما فيه أنه عليه الصلاة والسلام أُمِر – والآمر له هو الله – أن يُقاتِل الناس حتى يكون الدِّين كلّه لله .ويكون هذا أظهر في حق المشركين الذين لا يُقبَل منهم إلا الإسلام أو القتال .
أما أهل الكتاب فعليهم يتنـزّل قوله تعالى : (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ) . وهناك معنى آخر في الآية ، فـ " المعنى أن دين الإسلام في غاية الوضوح وظهور البراهين على صحته بحيث لا يحتاج أن يُكره أحد على الدخول فيه . قاله ابن جُزَي .
ونَقَل ابن عطية عن قتادة والضحاك بن مزاحم أن هذه الآية مُحْكَمَة خاصة في أهل الكتاب الذين يَبذلون الجزية ويؤدونها عن يَد صُغرة . قالا أُمِرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُقاتل العرب أهل الأوثان لا يَقبل منهم إلا لا إله إلا الله أو السيف ، ثم أمر فيمن سواهم أن يقبل الجزية ونزلت فيهم (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ) .
والله أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
|
|
|
|
|