|
|
المنتدى :
قسـم السنـة النبويـة
استفسار عن معنى (رُفِعت الأقلام وجفّت الصُحف)
بتاريخ : 10-02-2010 الساعة : 03:41 AM
قال صلى الله عليه وسلم لابن عباس ( يا غلام احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده اتجاهك ، تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة ، إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام وجفت الصحف )
شيخي الفاضل أنا حائرة في تفسير معنى هذه الجملة ( رفعت الأقلام وجفت الصحف ) هل معنى هذا أن الشيء الذي كتبه الله لي لن يتغير مهما دعيت الله سبحانه وتعالى ؟
مثلا أنا دائما أدعو الله أن أموت على فراش الحلال أي بدون حادث أو حرق أو غرق ... إلخ فمثلا إذا كان مكتوب لي أن أموت غرقاً مثلا ، فهل هذا لن يتغير إذا دعيت الله سبحانه وتعالى بأن أموت على الفراش ؟

الجواب:
أعانك الله .
قوله عليه الصلاة والسلام : " رفعت الأقلام وجَفّت الصُّحُف " هو كنايةٌ عن تقدُّم كتابة المقادير كلِّها ، والفراغ منها من أمد بعيد ، فإنَّ الكتابَ إذا فُرِغَ من كتابته ، ورفعت الأقلامُ عنه ، وطال عهده ، فقد رُفعت عنه الأقلام ، وجفتِ الأقلام التي كتب بها مِنْ مدادها ، وجفت الصَّحيفة التي كتب فيها بالمداد المكتوب به فيها ، وهذا من أحسن الكنايات وأبلغِها . كما قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله .
وهو مُتعلِّق بِما قدّره الله عزّ وجلّ على الإنسان ، فيكون مُطمئنا أنه لا يُصيبه إلاّ ما كَتَب الله له ، وهذا كقوله تعالى : (قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) ، وهذه العقيدة تحمل المؤمن على الثقة بالله ، وبأن كيد الكائدين ومَكْر الماكرين زائل ، لن يضُرّ إلاّ بإذن الله وأمْرِه .
وأما ما قدّره الله على الإنسان مِن صِحّة أو مَرض أو خاتمة ، فهو قابل للتغيّر إذا قابَل ذلك دعاء ، وهو مِن قَدَر الله ، أي : أن الله عزّ وجلّ كَتَب على فلان كذا ، وعَلِم سبحانه وتعالى أن فلانا يدعوه ويتضرّع إليه ، فَقَدّر تخفيف ذلك أو دفعه بالدعاء ، ولذلك جاء في الحديث : لا يَرُدُّ الْقَضَاءَ إِلاَّ الدُّعَاءُ ، وَلا يَزِيدُ فِي الْعُمْرِ إِلاَّ الْبِرُّ . رواه الترمذي ، وقال الألباني : حَسَن .
فالدعاء مما يُستدفع به البلاء .
والدعاء ينفع مما نَزَل مِن البلاء ومما لم ينَزِل .
قال عليه الصلاة والسلام : إِنَّ الدُّعَاءَ يَنْفَعُ مِمَّا نَزَلَ وَمِمَّا لَمْ يَنْزِلْ ؛ فَعَلَيْكُمْ عِبَادَ اللَّهِ بِالدُّعَاءِ . رواه الترمذي ، وقال الألباني : حَسَن .
والله أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
|
|
|
|
|