[ناصرة السنة]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتممت صلاتي وبعد ذلك قرأت من المصحف ... وتبيّن لي أن ما قرأته في صلاتي به بعض الأخطاء ، فهل يجب علي شيء ؟؟
وإذا حدث للإمام ذلك ... ولم يصحح له المأمومون .. هل يجب عليه شيء ؟؟
وجزاكم الله خيراً .



الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

إذا كان هذا الخطأ فيما قرأت بعد الفاتحة فهو معفو عنه ، وإن كان الخطأ في الفاتحة بحيث يُغيّر المعنى فإن الصلاة تبطل وحينئذ يجب على من صَدَرَ منه ذلك أن يُعيد الصلاة .
ومن المستبعد أن يكون الخطأ في الفاتحة .
ولو صَدَر الخطأ من الإمام فيردّ عليه المأموم ويفتح عليه .
ولو لم يُصحح له المأموم فإن صلاته صحيحة إلا أن يكون الخطأ في الفاتحة ويُغيّر المعنى ، كما تقدّم .

فقد روى الإمام أحمد وأبو داود عن المسور بن يزيد قال : شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الصلاة فترك شيئا لم يقرأه ، فقال له رجل : يا رسول الله تركت آية كذا وكذا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هلا أذكرتنيها ؟

وروى أبو داود عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى صلاة فقرأ فيها فلُبِّس عليه ، فلما انصرف قال لأُبيّ : أصليت معنا ؟ قال : نعم . قال : فما منعك ؟
يعني ما منعك أن تفتح عليّ .

وسُئل شيخنا ابن باز رحمه الله : إذا أخطأ الإنسان في قراءة القرآن أثناء الصلاة ، فهل عليه سجود السهو ؟
فأجاب : الخطأ يختلف ويتنوع ، فإن كان الخطأ مما يُبطِل عَمْدُه الصلاة ، ولكن فَعَله ساهيا ؛ فهذا يسجد للسهو ، أما إذا كان لا يُبطل عَمْدُه الصلاة ؛ كاللحن الذي يُعفَى عنه ؛ فهذا لا يجب فيه سجود السهو، فلو قال: الحمد لله رب العالمين، أو قال: الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم أو الرحمن الرحيم، هذا لا يبطل عمده الصلاة؛ لأن له وجها من الإعراب، وهكذا لو قال: مالك يوم الدين أو مالك يوم الدين، هذا اللحن بالنصب أو الرفع لا يخل بالمعنى.
أما إذا سها فقرأ شيئا يبطل عمده الصلاة سهوا فإنه يسجد للسهو، كأن يقرأ : صراط الذين أنعمتُ عليهم ، هذا ينسب النعمة إليه ، هذا لَحن عظيم يُخلّ بالمعني ، فالْمُنعِم هو الله وحد : (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) ، يعني الرب عز وجل ، هذا لَحن شنيع إذا تعمّده أبطَل الصلاة ، وإذا كان سهوا يسجد للسهو ، يعيد القراءة : (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) ويسجد للسهو، وهكذا لو قال : إياكِ نعبد وإياكِ نستعين ، هذا لَحن يُحيل المعنى ؛ لأنه خطاب للأنثى ، والخطاب مع الله : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) ، فإذا تَعمّد هذا بَطَلت صلاته ، وقد يكون بهذا مُرتدّا إذا عَرف أنه يُخاطِب أنثى ، إذا تَعمَّد خطاب رَبه خِطاب الأنثى ؛ فإنه يعتبر مستهزئا كافرا مُحتَقِرا لِرَبه عز وجل ، أما إذا سبق على لسانه سهوا ، فإنه يسجد للسهو .

وسُئل رحمه الله : لو أن الإمام أخطأ أثناء الصلاة في آية هل يسجد سجودا للسهو أم لا ؟
فأجاب : لا ، ما يلزمه سجود السهو ، إذا أسقط في غير الفاتحة ما يلزمه السجود والحمد لله ؛ لأن قراءة زائدة على الفاتحة ليست بِلازِم ، لكن إذا أسقط من الفاتحة لا بُدّ أن يأتي بالفاتحة كاملة ، وإذا أسقط آية من الفاتحة يُنبهه الذي وراءه على ما أسقط حتى يأتي به ، ولو ما أتى به تبطل الركعة ، يأتي بركعة بَدَلها ، لو أسقط آية من الفاتحة بَطلت الركعة وقامت الأخرى مقامها إذا سَها عن آية ولم يُنبَّه ، أما إذا نُبِّه وأتى بها في الحال فلا بأس ، والحمد لله .
أما في غير الفاتحة لو أسقط شيئا ناسيا ، فلا يَضرّه ، والحمد لله . اهـ .

وهنا :
ما حكم إمامة رجل ألثَغ ، ومَن يُبدِل حرفا بِحرف في قراءة الفاتحة ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=2048

من أخطأ في كلمة أثناء القراءة في الصلاة هل تبطل صلاته ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=17712

والله تعالى أعلى وأعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض

[ناصرة السنة]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تسأل سائلة فتقول:

اني احفظ القرآن الكريم ولله الحمد واراجع كل يوم جزء او حزب واقوم به في الليل اقرأه عن ظهر قلب وقد اخطئ في بعض الكلمات فاقرأ "الظالمين"بدل "الفاسقين" وما شابه هذه الاخطاء ولا اكتتشف خطأي الا بعد ان اسلم وواخطائي بمعدل اربعة اخطاء في الحزب تقريبا ..ويضيق صدري كثيرا اذا اخطأت...فسؤالي هل اواصل على القراءة غيبا ام اتلو من المصحف في القيام تفاديا من الوقوع في الاخطأ؟
وهل آثم بكثرة الخطأ؟ وماذا افعل عندما اخطئ؟افيدوني جزاكم الله خيرا


الجواب



أسأل الله لنا ولك الثبات والتوفيق والسداد

استمري على المراجعة والقراءة حفظا ولو وقع منك الخطأ فمن الذي يسلم من الخطأ ، ما لم يكن الخطأ فاحشا بأن يُغيّر المعنى أو يقلبه .
وحاولي أن تُراجعي ما تريدين قراءته في الصلاة قبل قراءته .

والله تعالى أعلى وأعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد

[ناصرة السنة]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
شيخنا الفاضل ،،،
ما حكم من أمّ الناس في صلاة العشاء و أخطأ في القراءة
هل عليه إعادة الصلاة ؟!!!
و جزاكمــ الله خيراً ،،،



الجواب



وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .

إذا كان هذا في القراءة في غير الفاتحة ، فلا تجب عليه إعادة .
وإن كان في الفاتحة ، فيُنظَر :
إن كان ترك آية أو آيات ، ولم يتدارك ذلك ، وهذا مُستبْعَد ، كل الناس يحفظون سورة الفاتحة ، فلو أخطأ فيها لصحح له من خلفه . فَعَليه وعلى مَن معه الإعادة .
وإن تدارك ذلك وصححه ، فلا شيء عليه .

وقد صلّى عمر رضي الله عنه بالناس صلاة المغرب ، فلما انصرف قيل له : إنك لم تقرأ شيئا . فقال : لقد رأيتني أجهِّز عِيرًا بكذا وأفعل كذا . فأمر المؤذنين فأذنوا ، وأقاموا ، فأعاد الصلاة .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد