|
|
المنتدى :
قسم القـرآن وعلـومه
القرآن...إعجازه الموسيقي وأصول الموسيقى
بتاريخ : 05-02-2010 الساعة : 06:57 PM
ما رأيكم فضيلة الشيخ في هذا الموضوع
قال تعالى: ( و رتلناه ترتيلا )
إن التأمل و التفكر و البحث و التدبر في آيات القران الكريم يبرز إعجازه الموسيقي إذ تنبعث من تلاوته أصول الموسيقى و قواعد الأحكام
و يقرر علماء الموسيقى إن من ضمن مظاهر حرص القران الكريم على موسيقاه و محافظته على نغمه الصوتي زيادة حرف في بعض الألفاظ كما يلاحظ في قوله تعالى : (و تظنون بالله الظنوناْ)
فقد زادت الألف في الظنونا و كذلك تزيد الألف في (الرسولا) في قوله تعالى : ( يا ليتنا أطعنا الله و أطعنا الرسولاْ)
و كذلك حذف حرف في ألفاظ أخرى مثلما يلاحظ بحذف الياء في (المتعال)في قوله تعالى : ( عالم الغيب و الشهادة الكبير المتعال )
و أيضا تقديم ما هو متأخر في الزمان فنجد في النص الكريم ( فلله الآخرة و الأولى ) و هي موسيقى نفقدها لو كانت (فلله الأولى و الآخرة) و كتب علماء الموسيقى عن تكرار بعض الألفاظ بما يبعث في النفس الأمل و الانشراح و الطمأنينة النفسية كما في قوله تعالى ( فان مع العسر يسرا . إن مع العسر يسرا )
و تتجلى الموسيقى التصويرية واضحة في نغمات حالمة سعيدة كما في قوله تعالى: ( فهو في عيشة راضية. في جنة عالية . قطوفها دانية . كلوا و اشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية )
و هذه الموسيقى تختلف في نغمتها عن الموسيقى التصويرية التي تصحب حال أهل النار كما في قوله تعالى: ( خذوه فغلوه. ثم الجحيم صلوه . ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه)
و هكذا نرى الإعجاز الموسيقي فريدا في نمطه كما قرر علماء الموسيقى في العصر الحديث.

الجواب : نحمد الله ونثني عليه .
يجب تنَزيه القرآن عن مثل هذا الكلام ؛ لأن القرآن هو كلام الله ، لا يُشبه كلام أحد مِن خلقِه .
ولا يجوز القول بالسِّلَّم الموسيقي ، ولا بالموسيقى التصويرية فيما يتعلّق بِنصوص القرآن ؛ لأن مِن شأن هذا تَنِزيل كلام الله إلى مستوى فاحِش القول وساقِط الكلام .
وقد ردّ الشيخ عبد الله الدويش رحمه الله على سيد قطب رحمه الله في قوله بالمنظومة الموسيقية .. فقال الشيخ الدويش رحمه الله : هذا التشبيه باطِل على كل حال . ثم ذَكَر بيان ذلك مِن أربعة أوجُه .
والعلماء يُفرِّقون بين السَّجْع ومُراعاة الفواصل ، فلا يقولون بالسّجع في القرآن ، ويقولون بِمراعاة الفواصل في القرآن .
ويمنعون القول بالسجع في القرآن ، نَظَرا لأصل الكلمة .
قال الزركشي في " البرهان في علوم القرآن " : وتَقَع الفاصلة عند الاستراحة في الخطاب لتحسين الكلام بها ، وهي الطريقة التي يُبَايِن القرآن بها سائر الكلام ، وتُسَمّى فواصل ؛ لأنه ينفصل عندها الكلامان ، وذلك أن آخر الآية فَصَل بينها وبين ما بعدها ، ولم يُسَمّوها أسْجَاعًا .
قال : فأمّا مُناسبة فَوَاصل ، فلقوله تعالى : (كِتَابٌ فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ) ، وأما تَجَنّب أسْجَاع ، فلأن أصله مِن سَجْع الطَّيْر ، فَشُرِّف القرآن الكريم أن يُسْتَعَار لشيء فيه لَفْظ هو أصلٌ في صوت الطائر ، ولأجل تشريفه عن مُشاركة غيره مِن الكلام الحادِث في اسم السجع الواقع في كلام آحاد الناس ، ولأن القرآن مِن صِفات الله عز وجل ،
فلا يَجوز وَصفه بِصِفة لم يَرِد الإذن بها وإن صحّ المعنى . ثم فَرّقوا بينهما ؛ فقالوا : السَّجْع هو الذي يُقْصَد في نفسه ، ثم يُحِيل المعنى عليه ، والفواصل التي تَتْبَع المعاني ، ولا تكون مقصودة في نفسها . قال الرماني في كتاب " إعجاز القرآن " : وبنى عليه أن الفَواصِل بلاغة ، والسجع عيب . اهـ .
كما أن قول صاحب هذا القول : (زيادة حرف في بعض الألفاظ كما يلاحظ في قوله تعالى : (وتظنون بالله الظنوناْ)
فقد زادت الألف في الظنونا و كذلك تزيد الألف في (الرسولا) في قوله تعالى : ( يا ليتنا أطعنا الله و أطعنا الرسولاْ) ) قول ضعيف ، لا يدلّ على المراد ، مع بُطلان المراد أصلا !
وذلك لأن قوله تعالى : (وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا) وقوله عَزّ وَجلّ : (يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا) في سورة الأحزاب ، وفي السورة نفسها : (وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ (4)) ، فلم تأتِ على نَسَق الآيات التي ذكروها .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد
|
|
|
|
|