|
|
المنتدى :
إرشــاد الـصــلاة
لو سجدنا والطرحة تغطي الجبين . هل يصحّ السجود ؟ وما هو أثر السجود ؟
بتاريخ : 24-03-2010 الساعة : 07:11 PM
هذا سؤال ورد إلي في أحد المواقع :
السؤال :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخت تعترض علينا بسجودنا والطرحة على جبيننا
وتقول لا بد من ظهور الجبهة والسجود عليها الا تسمعون قول
سيماهم في وجوههم 00 وعليه لا بد للرجل أو المرأة عند السجود من كشف جبهته لكي يظهر آثر السجود
وبعض الرجال يفحسون جبهتهم في الارض حتى يظهر آثر السجود عليها !
وتقول الاخت هذا هو الاثر
ما رأي فضيلتكم في هذا وهل فيها شيء لو سجدنا والطرحة تغطي الجبين ؟
ومثال للرجل لو كانت الطاقية أو العمّة على رأسه وحجبت جبهته عن الأرض . هل سجوده غير صحيح في هذه الحالة
نرجو مزيد بيان 00 حفظك الله

الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وحفظك الله
هذا غير صحيح من جهتين :
الأولى :
أن الصلاة تصح إذا سجد الْمُصَلِّي على غير الأرض ، وإن كان الأفضل مُباشَرة الأرض بالسجود .
فقد ثبت في الصحيحين من حديث أَنَسِ بْنِ مَالِك رضي الله عنه قال : كُنَّا نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي شِدَّةِ الْحَرِّ ، فَإِذَا لَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدُنَا أَنْ يُمَكِّنَ جَبْهَتَهُ مِنَ الأَرْضِ بَسَطَ ثَوْبَهُ فَسَجَدَ عَلَيْهِ .
قال الإمام النووي :
فيه دليل لمن أجاز السجود على طرف ثوبه المتصل به ، وبه قال أبو حنيفة والجمهور ، ولم يجوّزه الشافعي ، وتأوّل هذا الحديث وشبهه على السجود على ثوب منفصل . اهـ .
وقال العيني في شرح هذا الحديث :
احتج به أبو حنيفة ومالك وأحمد وإسحاق على جواز السجود على الثوب في شِدّة الحر والبرد ، وهو قول عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه . اهـ .
وفي صحيح البخاري عن ميمونة رضي الله عنها قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي على الْخُمْرَة .
وفي المسند عن ابن عمر وابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي على الْخُمْرَة .
والثانية :
أن أثر السّجود ليس هو الذي يظهر في الجبهة ، بل هو الأثر الذي يكون في الوجه كلِّه .
قال ابن عباس : السَّمْتُ الحسن هو السِّيما ، وهو الخشوع ، خشوع يَبْدُو على الوجه .
وقال منصور : سألت مجاهدا : أهذه السِّيما هي الأثر يكون بين عيني الرَّجُل ؟ فقال : لا ، وقد تكون مثل رُكبة البعير ، وهو أقسى قلباً من الحجارة !
وقال عطاء بن أبي رباح والربيع بن أنس : السِّيما حُسْنٌ يَعْتَرِي وجوه المصلين .
قال ابن عطية في تفسيره : وهذه حالة مُكْثِري الصلاة ، لأنها تنهاهم عن الفحشاء والمنكر ، وتقلّ الضحك ، وترد النفس بحالة تخشع معها الأعضاء . اهـ .
وقول ثان أن ذلك يكون في الآخرة .
قال ابن عباس : هو في القيامة .
قال الإمام السمعاني : وذلك من آثار الوضوء على ما قال : أمتي غُرّ مُحَجَّلُون من آثار الوضوء ؛ فعلى هذا يكون المؤمنون بِيض الوجوه من أثر الوضوء والصلاة .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد
|
|
|
|
|