|
|
المنتدى :
قسـم الفتـاوى العامـة
هل يتلبس الجان بالإنسان أو يسيطر على شخصيته ؟
بتاريخ : 05-09-2012 الساعة : 06:21 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا شيخ هل يتلبس الجان بالإنسان أو يسيطر على شخصيته أو جسده
وما الفرق حنما نقول فلان به مس وفلان مسكون
وهل العين من المس ام انها عمل شيطاني ام لا
وما هو عمل الإنسان بالتحديد في العين ،هل هي قدرة خارقة أم لها علاقة بالجن
الشيخ ابن سحيم أتمنى منك استعراض أقوال العلماء والاسترسال في هذه المسأله قدر الإمكان ومن ثم اطلاعنا على ماهو متفق عليه
وشكرا

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الصحيح أن الجان يتلبس الإنسان ويُسيطر على شخصيته وعلى جسده أيضا ، فيتصرّف فيه ، بحيث تغلب تصرفات الجان على الإنسان ، أي أن الإنسان لا يتحكّم بتصرفاته ، ويقوى ذلك ويضعف بحسب تمكّن الجن من الإنسان ، وبحسب قوّة إيمان الشخص محافظته بعد ذلك على الأذكار .
وقد يتكلّم المصروع بكلام غير مفهوم ، ولا يَعي ما يقول .
وقد يتكلّم المصروع بلغة أخرى لا يُجيدها ولا يفهمها ، ولا يشعر بذلك .
وقد يذهب ويَجيء ولا يُحسّ بذلك .
وهذا مما يُنكره الطبائعيّون ! ويُنكِره الأطباء وخاصة أطباء النفس في زماننا !
وإنكار هذا من باب الدفع بالصَّدْر !
وإنكاره قديم !
إلا أن الصَّرَع على نوعين :
صَرَع يُمكن للأطباء علاجه
وصَرَع لا يُمكنهم علاجه ، وعِلاج هذا النوع بالرُّقَى .
قال ابن القيم رحمه الله : الصَّرَع صَرَعَان :
صَرَع من الأرواح الخبيثة الأرضية .
وصَرَع من الأخلاط الرديئة .
والثاني هو الذي يتكلم فيه الأطباء في سببه وعلاجه .
وأما صرع الأرواح فأئمتهم وعقلاؤهم يعترفون به ولا يدفعونه ويعترفون بأن علاجه بمقابلة الأرواح الشريفة الخيرة العلوية لتلك الأرواح الشريرة الخبيثة ، فتُدافِع آثارها وتُعارِض أفعالها وتبطلها . وقد نصّ على ذلك بُقراط في بعض كتبه ، فَذَكَر بعض علاج الصرع ، وقال : هذا إنما ينفع من الصرع الذي سببه الأخلاط والمادة ، وأما الصرع الذي يكون من الأرواح فلا ينفع فيه هذا العلاج .
وأما جهلة الأطباء وسقطهم وسفلتهم ومن يعتقد بالزندقة فضيلة فأولئك يُنْكِرون صرع الأرواح ولا يُقِرّون بأنها تُؤثّر في بدن المصروع ، وليس معهم إلا الجهل ، وإلا فليس في الصناعة الطبية ما يَدفع ذلك ، والحس والوجود شاهد به ، وإحالتهم ذلك على غلبة بعض الأخلاط هو صَادِق في بعض أقسامه لا في كلها . [ زاد المعاد – الجزء الرابع ص 66 وما بعدها ] .
وقد دلّ على تلبّس الشياطين بالإنس الكتاب والسّنة .
فَمِن الكتاب قوله عز وجلّ : (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ) .
قال ابن جرير في التفسير : يعني بذلك يتخبّله الشيطان في الدنيا ، وهو الذي يتخبطه فيصرعه من المسّ ، يعني من الجنون . اهـ .
وقال ابن جُزي في تفسيره :
أجمع المفسرون أن المعنى : لا يقومون من قبورهم في البعث إلا كالمجنون . و(يَتَخَبَّطُهُ) يتفعله من قولك خَبَط يَخْبِط ، والمس الجنون . اهـ .
وقال القرطبي في تفسيرالآية السابقة : في هذه الآية دليل على فساد إنكار من أنكر الصرع من جهة الجن ، وزعم أنه من فعل الطبائع ، وأن الشيطان لا يسلك في الإنسان ولا يكون منه مَسّ . اهـ .
ومن السنة :
ما رواه ابن أبي شيبة والدارمي وعبد بن حميد من حديث جابر رضي الله عنه ، وفيه :
أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : إن ابني هذا به لَمَم منذ سبع سنين يأخذه كل يوم مرتين ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أدْنِيه ، فأدنته منه ، فتفل في فِيه ، وقال : أخرج عدو الله أنا رسول الله ، ثم قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا رجعنا فأعلمينا ما صنع ، فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم استقبلته ومعها كبشان وأقط وسمن ، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : خذ هذا الكبش فاتخذ منه ما أردت ، فقالت : والذي أكرمك ما رأينا به شيئا منذ فارقتنا .
وروى ابن ماجه عن عثمان بن أبي العاص قال : لما استعملني رسول الله صلى الله عليه وسلم على الطائف جعل يعرض لي شيء في صلاتي حتى ما أدري ما أصلي ، فلما رأيت ذلك رحلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ابن أبي العاص ؟ قلت : نعم يا رسول الله . قال : ما جاء بك ؟ قلت : يا رسول الله عرض لي شيء في صلواتي حتى ما أدري ما أصلي . قال : ذاك الشيطان ، أدنُـه ، فدنوت منه ، فجلست على صدور قدمي ، قال : فضرب صدري بيده ، وتَفَلَ في فمي ، وقال : اخرج عدو الله - ففعل ذلك ثلاث مرات - ثم قال : اِلْحَق بعملك . فقال عثمان : فلعمري ما أحسبه خالطني بعد .
إلى غير ذلك مما يدلّ على أن الجني يَدخل بَدن المصروع ويُلبّس عليه أفعاله ، ويُخيّل إليه الشيء بخلاف ما هو عليه ، ويتحكّم في بعض تصرفاته أو في كثير منها .
والشياطين إنما تتسلّط على من لا يتحصّن بالأذكار ، فهذا تَقوى عليه وتغلبه ، وتتلبّس به .
بينما الإنسان يستطيع أن يصرع الشيطان !
قال ابن القيم رحمه الله : وبالذِّكر يَصرع العبدُ الشيطان ، كما يصرع الشيطان أهل الغفلة والنسيان . قال بعض السلف : إذا تمكن الذِّكر من القلب فإن دنا منه الشيطان صرعه كما يصرع الإنسان إذا دنا منه الشيطان ، فيجتمع عليه الشياطين فيقولون : ما لهذا ؟ فيقال : قد مسّـه الإنسي ! وهو [ أي الذِّكر ] روح الأعمال الصالحة فإذا خلا العمل عن الذِّكر كان كالجسد الذي لا روح فيه ، والله أعلم . اهـ .
ومن موقع الشيخ الإمام بن باز رحمه الله :
إيضاح وتكذيب حول مسألة تلبس الجني بالإنسان
http://www.binbaz.org.sa/mat/1895
إيضاح الحق في دخول الجني في الإنسي والرد على من أنكر ذلك
http://www.binbaz.org.sa/mat/8581
وهنا :
بخصوص صور الجن المنتشرة في المنتديات
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=1234
هل قصص الجن التي نسمع عنها حقيقة أم خرافة؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=10596
كيف يحمي الإنسان نفسه من الجن ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=16897
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض
|
|
|
|
|