[راجية العفو]

السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا قرأتُ هذا الموضوع وأسألكم هل يصح هذا الكلام
ماذا سأقول لحبيبي؟ أتعرفون من هو حبيبي؟ أنه من أحبني ولم يراني ! وأحببته ولم أره!
إنه محمد بن عبد الله نبي الله ورسوله لم أره في الدنيا ولكن ماذا سأقول له عندما أراه في الآخرة ماذا سأقول له؟
فكر معي وفكري معي بماذا يمكنك أن تجيبه؟ صلى الله عليه وسلم ماذا ستقول له إذا سألك لماذا لم تصلِ؟ أو لماذا تؤخر الصلاة؟ أو لماذا تدخن؟ أو لماذا لا تغض بصرك؟ ماذا ستقولين له؟ لماذا لم تلتزمي بزي الإسلام؟ لماذا لم ترتدي الحجاب؟ لماذا تسمعين الأغاني؟لماذا؟؟ لماذا تفعل هذا وتفعلين هذا ؟
كل تلك التساؤلات يجب أن نفكر بها جيدا بماذا ستجيب حبيبنا صلى الله علية وسلم إذا سألك عنها؟




الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .

لا بأس به إلاّ أن دعوى المحبة تحتاج إلى بيّنة !
صِدق الْمَحَبَّة يحتاج إلى بُرهان ، وليس مُجرّد قول ودعوى !
قال الله تعالى : (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ)
قال الحسن البصري وغيره من السلف : زعم قوم أنهم يُحِبَّون الله ، فابتلاهم الله بهذه الآية .
قال ابن كثير رحمه الله : هذه الآيةُ الكريمة حاكمةٌ على كل من ادّعى محبة الله وهو على غير الطريقة المحمدية فإنه كاذبٌ في دعواه في نفس الأمر حتى يتّبع الشرعَ المحمدي والدينَ النبوي في جميع أقوالِه وأفعالِه . اهـ .
وقال ابن القيم : لَمّا كَثُر الْمُدَّعُون للمَحَبة طُولِبوا بإقامة البينة على صِحّة الدعوى ، فلو يُعْطَى الناس بِدَعواهم لادَّعَى الْخَلِيّ حُرْقَة الشَّجِيّ ، فَتَنَوّع الْمُدَّعُون في الشهود ، فقيل : لا تُقْبَل هذه الدعوى إلاَّ بِبَيِّنَة (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ) فَتَأخَّر الْخَلْق كُلّهم وثَبَت أتْبَاع الحبيب في أفعاله وأقواله وأخلاقه . اهـ .

وقال القسطلاني : ومِن علامات هذه المحبة نَصْر دِين الإسلام بالقول والفعل ، والذَّبّ عن الشريعة المقدّسَة ، والـتَّخَلُّق بأخْلاق الرسول صلى الله عليه وسلم ، في الْجُود والإيثار ، والْحِلْم والصبر والتواضع . اهـ .


وأعظم من ذلك الحياء مِن الله إذا وُقِف الإنسان بين يديه وسأله عن أفعاله .
كما قيل :
يا حسرة العاصِين يوم مَعادهم *** ولو أنهم سِيقُوا إلى الجنات
لو لم يكن إلاَّ الحياء من الذي ***سَتَر الذنوب لأكْثَروا الحسرات
قال ابن الجوزي : يا عظيم الجرأة يا كثير الانبساط ، ما تخاف عواقب هذا الإفراط ؟ يا مؤثر الفَاني على الباقي غَلْطة لا كالأغلاط ، ألَكَ صبر يُقاوم ألَم السِّياط ؟ ألَكَ قَدم يَصلح للمَشي على الصراط ؟ أيُعْجِبك لباس الصحة ؟ كلا وثوب البلاء يُخاط . اهـ .


وسبق :
ما حكم قول ( حبيبي رسول الله وحبيبي الله ) ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=1219
صحة موضوع ( تخيل لو) ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=5086
والله تعالى أعلم .



المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد