|
|
المنتدى :
إرشـاد الشـبـاب
غالب الشباب تحركهم دائماً عاطفتهم الجياشة حين تثار لكن ماتلبث أن تخمد
بتاريخ : 04-03-2010 الساعة : 08:38 PM
...
غالب الشباب تحركهم دائماً عاطفتهم الجياشة حين تثار ، لكن هذه العاطفة ما تلبث أن تخمد وتنطفئ في عالم التقهقر والضعف .. فما هو الحل في ذلك .. ؟

الجواب/
هذه العاطفة الجياشة ما تلبث أن تُصدم وتتقهقر أمام الواقع المـرّ ، وغالب من يتقهقر من تحكمه عواطفه ، ويحمله الحماس .
أما من يسير وِفق قواعد وضوابط فإنه يعلم أن ما يواجهه هو مِن سُن الله .
فإذا رأى قوة الباطل علِم أن هذه سُنة الإدالة والتدافع ، التي لا تنقلب موازينها ولا تختل إلا بالصبر واليقين .
وإذا رأى تسلّط الكافرين على المسلمين علِم أن المسلمين إنما أُتوا مِن قِبِل أنفسهم
( أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ )
والعواطف لا بُـدّ أن تُضبط بالضوابط الشرعية
وكان شيخنا الشيخ ابن عثيمين رحمه الله يقول :
العاطفة إذا لم تُضبط صارت عاصفة !
ثم إن الفتور أمر شِبه لازِم ، ولذا قال عليه الصلاة والسلام : لكل عابد شِرة ، ولكل شرة فترة ، فإما إلى سُنة وإما إلى بدعة ، فمن كانت فترته إلى سُنة فقد اهتدى ، ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد هلك . رواه الإمام أحمد .
وكان عمر رضي الله عنه يقول : ن لهذه القلوب إقبالا وإدبارا ، فإذا أقبلت فخذوها بالنوافل ، وإن أدبرت فألزِموها الفرائض .
ومما يُعين على تجاوز الفترات والفتور في حياة الشاب الصالح أن يجعل له عونا من إخوانه ، فيتّخذ له أخـاً ناصحاً يُعينه إذا ذَكَر ، ويُذكِّره إذا غفل ، وينصحه إذا زلّ .
وقد قال الله تبارك وتعالى للقوي الأمين : ( سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ )
فإذا كان هذا قيل لموسى عليه الصلاة والسلام – وهو الذي وُصِف بالقوة والأمانة – فغيره أولى وأحرى .
قال عمر رضي الله عنه : عليك بإخوان الصدق فكثّر في اكتسابهم ، فإنهم زينة في الرخاء ، وعِدة عند عظيم البلاء .
والله تعالى أعلى وأعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
|
|
|
|
|