|
|
المنتدى :
قسـم السنـة النبويـة
كيف الجمع بين حديث " لا يدخل الجنة لحم نبت من سحت " وبين أكل الرسول ﷺ من طعام اليهود ؟
بتاريخ : 25-11-2014 الساعة : 11:14 PM
فضيلة الشيخ
كيف يجمع بين حديث النبي صلى الله عليه وسلم :" لا يدخل الجنة لحم نبت من سحت " وأكله من طعام اليهودية وطعام اليهودي مع كونهم يتعاملون بالربا؟
وجزاكم الله خيرا

الجواب :
وجزاك الله خيرا .
الْجَمْع بينهما – والله أعلم – مِن جهتين :
الجهة الأولى : أن أموال اليهود لم تكن كلّها مِن الربا ، فتكون من الأموال الْمُخْتَلَطة ، التي يكون فيها حلال ونسبة مِن الحرام .
ولذا يستدلّ العلماء بِأكله عليه الصلاة والسلام طعام اليهود على جواز أكل طعام مَن كان ماله مُخْتَلَطًا .
قال ابن مُفْلِح : فصل في الحلال والحرام والْمُشْتَبه فيه ، وحُكم الكثير والقليل من الحرام :
ثم ذَكَر القول الأول ، وهو : التحريم مطلقا .
والقول الثاني : إن زاد الحرام على الثلث حَرُم الأكل وإلاّ فلا ... لأن الثلث ضابط في مواضع .
والقول الثالث : إن كان الأكثر حَرام حَرُم ، وإلا فلا ؛ إقامة للأكثر مقام الكل لأن القليل تابع . اهـ .
و الجهة الثانية : أن مُعامَلة الكفّار تختلف عن مُعاملة المسلمين ، وقد حَكَى ابن عبد البر إجماع " علماء المسلمين على أن الكفار إذا انتهوا وتَابُوا مِن كُفْرِهم غُفِر لهم كل ما سَلَف ، وسَقَط عنهم كل ما كان لَزِمهم في حال الكفر مِن حقوق الله عز و جل وحقوق المسلمين قبل أن يَقْدِرُوا عليهم وبعد أن يَقْدِرُوا عليهم ويَصِيروا في أيدي المسلمين ؛ فلا يَحِلّ قَتْلهم بإجماع المسلمين ، ولا يُؤخَذ بِشيء جَنَوه في مال أو دم " .
فالمسلم يُعامَل بِخلاف ذلك ، فيؤخذ بِما عَمِل .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
|
|
|
|
|