|
|
المنتدى :
قسـم السنـة النبويـة
كيف نجمَع بين حديث (لن تزول قدمُ عبدٍ يوم القيامة) وبين دخول البعض الجنة بِلا حساب ؟
بتاريخ : 20-09-2014 الساعة : 08:57 PM
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف الجمع بين قول النبي صلى الله عليه وسلم " لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره في ما أفناه ، وعن شبابه في ما أبلاه ، وعن علمه في ما عمل به ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه" وما يكون في يوم القيامة من عرض لأعمال المؤمنين عليهم من غير حساب ولا مناقشة ؟
وبارك الله فيكم ونفع بكم الإسلام والمسلمين

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
هناك فَرْق بين الحساب وبين مُناقشة الحساب ، فقد قالت عائشة رضي الله عنها : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ حُوسِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عُذِّبَ . فَقُلْتُ : أَلَيْسَ قَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : (فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا) ؟فَقَالَ : لَيْسَ ذَاكِ الْحِسَابُ ، إِنَّمَا ذَاكِ الْعَرْضُ ، مَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عُذِّبَ . رواه البخاري ومسلم .
وتقرير العبد بِذنوبه يَعقبه العفو عنه .
ومثل هذا : سؤاله عن : عُمُره ، وشبابه ، وعلمه ، ومَالِه في كَسْبه ؟ وفي إنفاقه .
ومُناقشة الحساب تشديد فيه .
قال الإمام البخاري : بَابٌ مَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ عُذِّبَ .
قال ابن حجر : وَالْمُرَادُ بِالْمُنَاقَشَةِ : الاسْتِقْصَاءُ فِي الْمُحَاسَبَةِ وَالْمُطَالَبَة بِالْجَلِيلِ وَالْحَقِير وَتَرْك الْمُسَامَحَة ، يُقَال : اِنْتَقَشْتُ مِنْهُ حَقِّي ، أَيْ : اِسْتَقْصَيْته . اهـ .
فمَن كان مُفرِّطا في تلك الْخَمْس (عُمُره ، وشبابه ، وعلمه ، ومَالِه في كَسْبه ؟ وفي إنفاقه) ثم حُوسِب عليها ؛ فإنه لا يكون ممن عُرِض على الله ، ولا يكون حسابه حسابا يسيرا ، وذلك مثل : الْمُرَابي وآكل السحت ومُنفق ماله في الحرام ، ومُفني شبابه في العصيان ، ومُبلِي عمره في المعاصي ، ومَن كان عِلمه حُجة عليه ، فإن هؤلاء وأمثالهم تحت المشيئة : إن شاء الله غفر لهم ، وإن شاء عذبهم ، فإن كانوا ممن يستحق العذاب فإنه يُناقشون في الحساب ، ويُسألون عن النقير والقطمير .
وهنا :
هل جميع من دون الـ70 ألف لابد أن يحاسبوا !!
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=11780
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية
|
|
|
|
|