|
|
المنتدى :
قسم أراشيف الفتاوى المكررة
هل الدعاء على المسلم من كبائر الذنوب ؟
بتاريخ : 09-02-2013 الساعة : 06:23 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل الدعاء على المسلم من كبائر الذنوب ؟

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لا يجوز الدعاء على أحدٍ مِن المسلمين مِن غير سبب يقتضي الدعاء ، إلاّ أن الدعاء لا يَصِل إلى أن يكون كبيرة مِن كبائر الذنوب ؛ لأن الكبيرة ما تُوعِّد فاعلُه بلعنةٍ أو بنارٍ أو ترتّب على فعله حدٌّ في الدنيا أو الآخِرة .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : يَأثم مَن يَدعو على غَيره عُدوانا . اهـ .
وقد ذَكَر غير واحد مِن أهل العِلم الخلاف في الدعاء على العُصاة ، أو لعنهم .
قال الإمام البخاري : بَابٌ مَا يُكْرَهُ مِنْ لَعْنِ شَارِبِ الْخَمْر .
وفي قوله عليه الصلاة والسلام : " لا تَكُونُوا عَوْنَ الشَّيْطَانِ عَلَى أَخِيكُمْ " قال ابن حجر في حُكم لعن شارِب الخمر :
وَصَوَّبَ ابْنُ الْمُنِيِّرِ أَنَّ الْمَنْعَ مُطْلَقًا فِي حَقِّ الْمُعَيَّنِ ، وَالْجَوَازَ فِي حَقِّ غَيْرِ الْمُعَيَّنِ ؛ لِأَنَّهُ فِي حَقِّ غَيْرِ الْمُعَيَّنِ زَجْرٌ عَنْ تَعَاطِي ذَلِكَ الْفِعْلِ ، وَفِي حَقِّ الْمُعَيَّنِ أَذًى لَهُ وَسَبٌّ ، وَقَدْ ثَبَتَ النَّهْيُ عَنْ أَذَى الْمُسْلِمِ ...
قَالَ النَّوَوِيُّ فِي "الْأذْكَارِ" : وَأَمَّا الدُّعَاءُ عَلَى إِنْسَانٍ بِعَيْنِهِ مِمَّنِ اتَّصَفَ بِشَيْءٍ مِنَ الْمَعَاصِي فَظَاهِرُ الْحَدِيثِ أَنَّهُ لا يَحْرُمُ ، وَأَشَارَ الْغَزَالِيُّ إِلَى تَحْرِيمِهِ ، وَقَالَ فِي "بَابِ الدُّعَاءِ عَلَى الظَّلَمَةِ" بَعْدَ أَنْ أَوْرَدَ أَحَادِيثَ صَحِيحَةً فِي الْجَوَازِ قَالَ الْغَزَالِيُّ : وَفِي مَعْنَى اللَّعْنِ الدُّعَاءُ عَلَى الْإنْسَانِ بِالسُّوءِ حَتَّى عَلَى الظَّالِمِ مِثْلَ " لَا أَصَحَّ اللَّهُ جِسْمَهُ " وَكُلُّ ذَلِكَ مَذْمُومٌ . انْتَهَى .
وَالْأوْلَى حَمْلُ كَلَامِ الْغَزَالِيِّ عَلَى الْأوَّلِ ، وَأَمَّا الْأحَادِيثُ فَتَدُلُّ عَلَى الْجَوَازِ . اهـ .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض
|
|
|
|
|