|
|
المنتدى :
قسـم العقـيدة والـتوحيد
ما نصيحتكم لِمَن يسيء الظن بربه ويقول (الله خلق لكل شيء دواء , إلا الهم ماخلق له) ؟
بتاريخ : 10-09-2013 الساعة : 12:38 AM
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خير
بعض الناس هدانا الله وإياهم لطريق الحق , لا يحسب لكلامه حساب وخاصة إذا كان فيه تعب جسدي أو نفسي أو وهم يعيشه , شفاهم الله.
نلاحظ إنهم يتفوهون بكلام يخشى منه أن يكون سوء أدب مع رب العالمين أو يكون أثم عليهم .
مثال : الله خلق لكل شيء دواء , إلا الهم ما خلق له .
رأي فضيلتكم بمثل هذا الكلام وما حكم من يتفوه به حتى وإن كان على سبيل المزح .
وجزاك الله الفردوس الأعلى ووالديك

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
لا شكّ أن مثل ذلك الكلام فيه سوء أدب مع الله ، وسوء ظنّ بالله عزَّ وَجَلّ ، ولو كان الكلام على سبيل المزاح .
وأعلى مقامات الأدب : هو الأدب مع الله .
ومثل تلك الأقوال هي بِخلاف ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم : مِن أن الله عزَّ وَجَلّ ما أنْزَل داء إلاّ أنزل له دواء .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما أنزل الله داء إلاَّ أنْزَل له شِفاء . رواه البخاري .
وقال صلى الله عليه وسلم : تَدَاووا ، فإن الله عز وجل لم يَضَع داء إلا وَضَع له دواء غير داء واحد : الْهَرَم . رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه .
وفي رواية لأحمد : تداووا عباد الله ، فإن الله عز وجل لم يُنْزِل داء ألا أنزل معه شفاء إلاَّ الموت والهرم .
وفي رواية لأحمد أيضا : فإن الله لم يُنْزِل داء إلاّ أنزل له شفاء ، عَلِمَه مَن عَلِمَه ، وجَهِلَه مَن جَهِلَه.
وأما الْهَمّ فهو مما يجلبه الإنسان لِنفسه ، وذلك بِعِدّة طُرُق ، منها :
المعاصي والذنوب ، فإنها تجلب الْهَمّ ، وتُضيق الصدر .
عدم الرضا بِما قَسَمه الله ، ولذلك يسخط الإنسان ما قَسَمه الله له .
عدم الرضا بأقدار الله ، فيحمِله ذلك على التسخّط .
امتلاء الصدر بالغيظ ، نتيجة لعدم العفو ، والحقد على الناس .
إلى غير ذلك مما يكون سَبَبًا للهموم .
وقد اعتبر الإمام عليّ رضيَ اللّهُ عنه الْهَمّ أقوى جُنود الله .
فقد سُئل عليٌّ رضي الله عنه : أي الخلائق أشدّ ؟
فقال : أشَدّ خَلْق ربك عشرة :
الجبال الرواسي ، والحديد تُنْحَت به الجبال ، والنار تأكل الحديد ، والماء يطفئ النار ، والسَّحاب الْمُسَخَّر بين السماء والأرض يعني يَحمل الماء ، والرِّيح تُقِلّ السَّحاب ، والإنسان يَغْلِب الريح يَعصمها بيده ويَذهب لحاجته ، والسُّكر يَغْلب الإنسان ، والنوم يَغْلِب السُّكر ، والْهَمّ يَغْلِب النوم ؛ فأشَدّ خَلْق رَبِّكم الْهَمّ .
وسبق :
ما حُكم عبارة (عزيزي الجو بخصوص أن حرارتك 48 شدّ حيلك درجتين وتصبح 50) ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=11561
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
|
|
|
|
|