|
|
المنتدى :
قسـم العقـيدة والـتوحيد
كيف نوازِن بين حسن الظن و الأمن من مكر الله ؟
بتاريخ : 02-11-2012 الساعة : 03:21 PM
السؤال
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
شيخنا الكريم كيف نوازن بين حسن الظن بالله و عدم الأمن من مكر الله ؟
و جزاكم الله عنَّا خير الجزاء

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .
حسن الظن بالله مُتَضَمّن لِحُسْن العَمل ، والأمن مِن مكر الله مُشتمِل على إساءة العَمل .
فالذي يُحسِن الظَّنَّ بِربّه يُحسِن العَمَل ، ويخشى أن لا يُتقبّل منه ، لأنه يرجو لقاء الله .
والأمن مِن مكر الله عكس ذلك .
قال ابن مسعود رضي الله عنه : إنَّ المؤمن يَرى ذُنُوبَه كأنه قَاعِد تَحْت جَبل يَخَاف أن يَقَع عليه ، وإن الفَاجِر يَرى ذُنُوبَه كَذُبَابٍ مَـرّ على أنْفه ، فقال بِه هَكذا . رواه البخاري .
والذي يُحسِن الظنّ بِربّه يسأل ربّه مسألة المتيقِّن بالإجابة .
ويظنّ بربِّه خيرا ، وأنه لا يفعل به إلاّ ما هو خير له في الدنيا وفي الآخرة .
قال ابن القيم رحمه الله :
وكُلّما كان العبد حَسَن الظن بالله ، حَسَن الرجاء له ، صادِق التوكل عليه ؛ فإن الله لا يُخيب أمَلَه فيه ألبتة ، فإنه سبحانه لا يُخَيِّب أمَل آمِل ، ولا يُضيع عَمَل عامِل .
وقال أيضا :
ومِن أحْسَن كلام العامة قولهم : " لا هَـمّ مع الله . قال الله تعالى : (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ)
قال الربيع بن خثيم : يَجْعَل له مَخْرَجًا مِن كل ما ضاق على الناس .
وقال أبو العالية : مَخْرَجًا مِن كُلّ شِدّة .
وهذا جامِع لشدائد الدنيا والآخرة ومضايق الدنيا والآخرة ، فإن الله يجعل للمُـتَّقِي مِن كل ما ضاق على الناس واشتدّ عليهم في الدنيا والآخرة مَخْرَجًا .
وسبق :
نريد رداً على من يحيا و يمارس المعاصي و لا يحمل همّ الدين .
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=7209
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
|
|
|
|
|