|
رحمه الله وغفر الله له
|
|
|
|
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
|
|
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
ابو إلياس
المنتدى :
قسم الأسرة المسلمة
بتاريخ : 01-04-2010 الساعة : 05:57 PM
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
أسأل اله لأختنا الثبات ، وأن يُعْظِم لها ألأجر والمثوبة .
هي مأجورة على صبرها ، وعلى تحمّلها ، وأما الغضب الذي لا يُخرِج الإنسان عن حدود المعقول ، فهذا لا يُؤاخذ عليه الإنسان ؛ لأن كل إنسان له طبيعته ، وله طبائعه ، وله حُدوده في الصبر والتحمّل .
وقد كان بعض ذلك يَحْدُث في أفضل البيوت وفي أفضل الأزمنة .
فقد كان يقع شيء مِن الْمُغاضَبَة بين أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، وأحيانا تقع الْمُغَاضَبَة مع النبي صلى الله عليه وسلم مِن قِبَل بعض أزواجه .
قال عمر رضي الله عنه : فَصِحْتُ عَلَى امْرَأَتِي فَرَاجَعَتْنِي ، فَأَنْكَرْتُ أَنْ تُرَاجِعَنِي ، فَقَالَتْ : وَلِمَ تُنْكِرُ أَنْ أُرَاجِعَكَ ؟ فَوَاللَّهِ إِنَّ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليُرَاجِعْنَهُ ، وَإِنَّ إِحْدَاهُنَّ لَتَهْجُرُهُ الْيَوْمَ حَتَّى اللَّيْلِ ! فَأَفْزَعَنِي ، فَقُلْتُ : خَابَتْ مَنْ فَعَلَ مِنْهُنَّ بِعَظِيم ، ثُمَّ جَمَعْتُ عَلَيَّ ثِيَابِي فَدَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ ، فَقُلْتُ : أَيْ حَفْصَةُ ، أَتُغَاضِبُ إِحْدَاكُنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْيَوْمَ حَتَّى اللَّيْلِ ؟ فَقَالَتْ : نَعَمْ . الحديث .
وفي رواية لمسلم : فَتَغَضَّبْتُ يَوْمًا عَلَى امْرَأَتِي ، فَإِذَا هِيَ تُرَاجِعُنِي ، فَأَنْكَرْتُ أَنْ تُرَاجِعَنِي ، فَقَالَتْ : مَا تُنْكِرُ أَنْ أُرَاجِعَكَ ؟ فَوَاللَّهِ إِنَّ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيُرَاجِعْنَهُ ، وَتَهْجُرُهُ إِحْدَاهُنَّ الْيَوْمَ إِلَى اللَّيْلِ .
وفي صحيح مسلم مِن حديث انس رضي الله عنه قَال : كَانَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِسْعُ نِسْوَة ، فَكَانَ إِذَا قَسَمَ بَيْنَهُنَّ لا يَنْتَهِي إِلَى الْمَرْأَةِ الأُولَى إِلاَّ فِي تِسْع ، فَكُنَّ يَجْتَمِعْنَ كُلَّ لَيْلَة فِي بَيْتِ الَّتِي يَأْتِيهَا ، فَكَانَ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ فَجَاءَتْ زَيْنَبُ فَمَدَّ يَدَهُ إِلَيْهَا فَقَالَتْ : هَذِهِ زَيْنَبُ ! فَكَفَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ ، َتَقَاوَلَتَا حَتَّى اسْتَخَبَتَا . وَأُقِيمَتِ الصَّلاَةُ ، فَمَرَّ أَبُو بَكْر عَلَى ذَلِكَ فَسَمِعَ أَصْوَاتَهُمَا ، فَقَالَ : اخْرُجْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِلَى الصَّلاَةِ ، وَاحْثُ فِي أَفْوَاهِهِنَّ التُّرَابَ .
فَخَرَجَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم .
قال القاضي عياض : " حتى استخبتا " مِن السَّخب ، وهو ارتفاع الأصوات واختلاط الكلام . اهـ .
قال ابن كثير : ومِن خَواصّ خديجة رضي الله عنها : أنه لم تَسوءه قطّ ، ولم تُغَاضِبه ، ولم يَنَلْها منه إيلاءً ، ولا عَتب قط ، ولا هَجْر ، وكَفَى بهذه مَنْقَبَة وفَضِيلَة . اهـ .
وأما محبة الزوج ، فهي ليست واجِبًا على الزوجة ، بحيث تأثَم إذا لم تُحِبّ زوجها ؛ لأن المحبة مِن الله .
قال النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن الْمِقَة من الله . رواه الإمام أحمد وغيره .
والْمِقَة هي الْمَحَبَّة .
وقال عمر رضي الله عنه : ليست كُلّ البيوت تُبْنَى على المحبة .
قال الإمام البغوي : ورُوي أن رجلاً قال في عهد عُمر لامْرأته : نشدتك بالله هل تُحبيني ؟ فقالت : أما إذا نشدتني بالله ، فلا ، فخرج حتى أتى عمر ، فأرسل إليها ، فقال : أنتِ التي تقولين لزوجك : لا أحبك ؟ فقالت : يا أمير المؤمنين نشدني بالله ، أفأكذب ؟ قال : نعم فاكْذبيه ، ليس كل البيوت تُبْنَى على الْحُبّ ، ولكن الناس يتعاشرون بالإسلام والأحساب . اهـ .
وعلى الزوجة أن تُلبّي حاجات زوجها في المعاشَرة ، ولو لم تكن مُهيّأة لذلك نفسيا ، لقوله عليه الصلاة والسلام : إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلم تأته فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح . رواه البخاري ومسلم .
والله تعالى أعلم .
|
|
|
|
|