[عبد الرحمن السحيم]

اتّفق المسلمون على وُجوب سَتْر وَجْه المرأة عن الرِّجال الأجانب ، وشدّدوا في المسألة في حال خشية الفتنة ، وكذلك في حال فساد الناس

🔘 حَكَى إمام الحرمين الجُوينيّ الشافعي : اتّفاق المسلمين على منع النِّساء من الخروج سَافِرات الوُجوه ؛ لأنَّ النَّظر مظنَّة الفتنة ، وهو محرك للشهوة ، فاللائق بِمَحاسِن الشّرع سدُّ الباب فيه .
(نِهاية المَطْلَب في دراية المذهب)
(ونَقَله الرّافِعي في " العزيز شرح الوجيز " والنووي في " روضة الطالبين " ) .

* وفي " مغني المحتاج ، للخطيب الشربيني الشافعي" وفي " نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج ، للرّمْلِي" في الكلام عن كَشْف وَجْه المرأة : وحيث قيل بالتحريم - وهو الراجح - حَرُم النظر إلى المُنْتَقِبَة التي لا يَبِين منها غير عينيها ومَحَاجِرها ، كما بحثه الأذرعي ، ولا سيما إذا كانت جميلة ، َفَكم في المَحَاجِر مِن خَنَاجِر !
وقوله : " حيث قيل بالتحريم " يَعني به : تحريم كَشْف وَجْه المرأة أمام الرّجال الأجانب .

وقال ابن رَسْلان الشافعي : اتفق المسلمون على منع النِّساء أن يَخرجن سافِرات الوُجوه ، لاسيما عند كثرة الفسَّاق (عون المعبود ، للعظيم آبادي)

* وفي " رد المحتار " لابن عابدين الحنفي ، و" الدر المختار" للحَصكَفي الحنفي : وتُمْنَع المَرأة الشابّة مِن كَشْف الوَجْه بين الرِّجَال .

* وقال الحطّاب الرُّعيني المالكي في " مواهب الجليل في شرح مختصر خليل " : واعلم أنه إن خُشي مِن المرأة الفِتنة يجب عليها سَتْر الوَجْه والكَفّين . قاله القاضي عبد الوهاب ونقله عنه الشيخ أحمد زرّوق في شرح الرسالة .

🔸قال الشيخ بكر أبو زيد : معلوم أن العمل المُتوارَث المستمِر مِن عصر الصحابة رضي الله عنهم فمن بعدهم حجّة شرعية يجب اتباعها ، وتلقّيها بالقبول ، وقد جَرى الإجماع العملي بالعمل المستمر المتوارث بين نساء المؤمنين على لُزومهن البيوت ، فلا يخرجن إلاّ لضرورة أو حاجة ، وعلى عدم خروجهن أمام الرجال إلاّ مُتَحَجِّبَات غير سَافِرَات الوُجُوه ، ولا حَاسِرات عن شيء مِن الأبدان ، ولا مُتَبَرِّجَات بِزِينة ، واتفق المسلمون على هذا العمل المُتَلاقِي مع مقاصدهم في بناء صَرْح العِفّة والطهارة والاحتشام والحياء والغَيْرة ، فمَنَعُوا النساء مِن الخروج سَافِرات الوُجُوه ، حَاسِرات عن شيء مِن أبدانهن أو زينتهن . (حِرَاسَةُُ الْفَضِيلَة)

🔹فهذه نقولات للإجماع والاتفاق على وُجوب ستر المرأة لوجهها عن الرجال الأجانب من كتب المذاهب المختلفة ، وليست هذه المسألة مِن مُفردات مذهب الحنابلة ، كما يُروّج له !!