قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : إني لأرى الرّجُل فيُعجبني ، فإذا سألتُ عنه فقِيل لا حِرْفَة له ، سَقَطَ مِن عَيني . رواه ابن المرزبان في كتاب " المروءة " ، ومِن طرِيقِه : ابن الجوزي في " تلبيس إبليس " .
وقال ابن مسعود رضي الله عنه : إني لأكْرَه أن أرى الرّجُل فَارِغا ، لا في عَمَل الدنيا ، ولا في عَمَل الآخرة .
(إحياء علوم الدين، للغزالي)
قال ابن هُبَيرة :
وَالْوَقْتُ أَنْفَسُ مَا عُنِيتَ بِحِفْظِهِ *** وَأَرَاهُ أَسْهَلَ مَا عَلَيْك يضيع
ليس عند السلف وقت ضائع !!
قال محمد بن أبي حاتم الورّاق عن الإمام البخاري : رأيته اسْتَلْقَى على قَفَاه يوما ونحن بـ " فِرَبْر " في تصنيف التفسير، وكان أتْعَب نفسه في ذلك اليوم في كَثرة إخراج الحديث ، فقت له : يا أبا عبد الله ! سمعتك تقول يوما : إني ما أتَيت شيئا بِغير عِلْم قط منذ عَقَلْت ، فأيّ عِلْم في هذا الاسْتِلْقَاء ؟ فقال: أتْعَبْنا أنفسنا في هذا اليوم ، وهذا ثَغْر مِن الثّغور خشيت أن يَحْدُث حَدَث مِن أمْر العدو ، فأحببت أن أستريح وآخذ أُهْبَة ذلك ، فإن غافَصَنا العدو كان بِنَا حِرَاك .
(تاريخ بغداد ، للخطيب البغدادي)
وفي " الصِّحاح " : غافَصتُ الرَّجُل ، أي : أخذته على غِرّة .
ومِن فَضْل الله على الشاب أن يُهيّئ له صحبة تُعينه على استغلال وقته
قيمة الوقت : في خَواطِر ابن الجوزي :
انْتَبِه يا بُنَيّ لِنَفْسِك ، وانْدَم على ما مضى مِن تَفْرِيطك ، واجتَهد في لَحَاق الكَامِلِين ما دَام في الوَقْت سَعَة ، واسْقِ غُصْنَك ما دَامَت فيه رُطُوبة ، واذْكُر سَاعَتك التي ضَاعَتْ فكَفَى بها عِظَة ، ذَهَبَت لَذّة الكَسَل فيها ، وفاتَتْ مَرَاتِب الفَضَائل .
والشّح بالوَقت دليل على صحّة القلب
قال ابن القيم : ومن علامات صحة القَلْب : أن يكون أشحّ بِوَقْته أن يَذهب ضائعا مِن أشَدّ الناس شُحًّا بِمَاله .
(إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان)
ولا شيء أشد مِن إضاعة الوقت
قال ابن القيم : إضاعة الوقت أشدّ مِن الموت ؛ لأن إضاعة الوقت تَقطعك عن الله والدار الآخرة ، والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها .
(الفوائد)