[راجية العفو]

السؤال
شيخنا الفاضل بارك الله فيكم وفي علمكم
لدي بنت وولد بفضل الله وحان وقت التحاقهم بالمدرسة والمدارس المتاحة أمامي نوعين . النوع الأول : لا يهتم بالتدريس و لا بتعليم الأطفال وتهذيب أخلاقهم بل ينتشر فيه الفوضى وعدم المبالاة وبعض الأخلاق السيئة ، على الرغم من أن هناك بعض القوانين الجيدة كمنع الموسيقى مثلا وفرض الحجاب على البنات .النوع الثاني : مدارس ممتازة في الناحية العلمية والتربوية ولكن الاهتمام بالدين فيها متوسط بمعنى أن بها موسيقى مثلا ولا يوجد فيها تدريس للعلوم الشرعية ، بل مواد دنيوية فقط وحفظ القليل من القرآن فهل إذا أرسلت أولادي إلى النوع الثاني من المدارس أكون آثمة ، على الرغم من اهتمامي في البيت بحفظ القرآن وتعليمهم العلوم الشرعية كي أعوض هذا النقص في مدرستهم ، وهل يعتبر سماعهم للموسيقى في المدرسة ضرورة أم آثم أنا ووالدهم على ذلك ؟
وجزاكم الله خيرا




الجواب :
وبارك الله فيك ، وجزاك الله خيرا .

يأثم الولي إذا ألْحَق أولاده بِمدارس تُدرَّس فيها الموسيقى ؛ لأنه يجب على الولي أن ينهى أولاده عن سماع ما حرَّم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .

وقد كَتَب عمر بن عبد العزيز إلى مُؤدِّب وَلده : ليكن أول ما يعتقدون مِن أدبك بُغْض الملاهي التي بَدؤها مِن الشيطان ، وعاقبتها سخط الرحمن جل وعز ، فإنه بَلَغني عن الثقات مِن حَمَلَةِ العِلْم أن حُضور المعازف واستماع الأغاني واللهج بها يُنْبِت النفاق في القلب كما يُنْبِت الماء العشب .

وقال الخليفة يزيد بن الوليد : يا بني أمية إياكم والغناء ، فإنه يُنقِص الحياء ، ويزيد في الشهوة ، ويهدم المروءة ، وإنه لينوب عن الخمر ، ويفعل ما يفعل السُّكر ، فإن كنتم لا بُدّ فاعلين فجنبوه النساء ؛ إن الغناء داعية الزنا . رواه البيهقي في شعب الإيمان .

وقد بَيَّن ابن الجوزي أن الغناء يُخْرِج الإنسان عن الاعتدال ، ويُغير العَقْل .

والله تعالى أعلم .




المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد