|
|
المنتدى :
إرشـاد الأذكـار
ما حُكم قول "الحمد لله حمدا يوافي نعمه ويكافئ مزيده" ؟
بتاريخ : 02-11-2012 الساعة : 11:01 PM
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وفقكم الله لما يرضيه شيخنا الفاضل . ما رأيكم بهذا الذكر (الحمد لله حمداً يوافي نعمه ويكافئ مزيده) سمعت مرة أنه من أفضل الأذكار ، وسمعت أنه لا ينبغي قوله, والسبب ؟
بارك رب فيكم وجزاكم الله خير.

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
لا يصِحّ فيه شيء .
وقد رُوي عن أبينا آدم عليه الصلاة والسلام ، ولا يصحّ .
قال ابن حجر : حديث : "يُروى أن جبرائيل علم آدم هذه الكلمات : الحمد لله حمدا يُوافي نعمه , ويكافئ مزيده , وقال : علمتك مَجَامِع الْحَمْد . قال ابن الصلاح في كلامه على "الوسيط" : ضعيف الإسناد منقطع ، غير متصل ".
قلت : فكأنه عَثَر عليه حتى وَصَفه , وأما النووي فقال في "الروضة" في مسألة جُلّ الحمد : ما لهذه المسألة دليل معتمد , ثم وجدته عن ابن الصلاح في "أماليه" بسنده إلى عبد الملك بن الحسن, عن أبي عوانة, عن أيوب بن إسحاق بن ساعدي, عن أبي نصر التمار, عن محمد بن النضر قال: قال آدم : يا رب , شغلتني بِكَسْب يدي، فعلمني شيئا فيه مَجَامع الحمد والتسبيح, فأوحى الله إليه: يا آدم, إذا أصبحت فقل ثلاثا, وإذا أمسيت فقل ثلاثا : الحمد لله رب العالمين ؛ حَمْدًا يُوافِي نعمه , ويكافئ مزيده , فذلك مجامع الحمد والتسبيح" , وهذا معضل . اهـ .
وقال المنذري : رُوي عن ابن عمر رضي الله عنهما أيضا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من قال الحمد لله رب العالمين حمدا طيبا مباركا فيه على كل حال حمدا يوافي نعمه ويكافئ مزيده ثلاث مرات ، فتقول الْحَفَظَـة : ربنا لا نُحْسِن كُنْه ما قَدَّسَك عبدك هذا وحَمِدك ، وما ندري كيف نَكتبه ؟ فيُوحِي الله إليهم : أن اكتبوه كما قال عبدي .
وهذا ضعيف أيضا . قال المنذري : رواه البخاري في الضعفاء . اهـ .
وليس هناك في المحامِد ما يُوافِي نِعم الله ولا ما يُكافئ مزيده ، ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا إِذَا رَفَعَ مَائِدَتَه قال : الْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ غَيْرَ مَكْفِيٍّ ، وَلاَ مُوَدَّعٍ ، وَلاَ مُسْتَغْنًى عَنْهُ رَبَّنَا. رواه البخاري .
قال الخطابي : معناه أن الله سبحانه هو الْمُطْعِم والكافِي ، وهو غير مُطْعَم ولا مَكْفِيّ . اهـ .
وذَكَر ابن الجوزي عن أبي منصور الجواليقي أن الصواب : " غير مُكَافأ " بالهمزة ، أي : أن نِعْمَة الله لا تُكَافأ . ذَكَره ابن حجر .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
|
|
|
|
|