العودة   منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية فتاوى الإرشاد أقسام القـرآن والسنـة قسـم السنـة النبويـة
منوعات المجموعات مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

عبق
عضو مميز
رقم العضوية : 8
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : في أرض الله الواسعة
المشاركات : 1,788
بمعدل : 0.32 يوميا

عبق غير متواجد حالياً عرض البوم صور عبق


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم السنـة النبويـة
افتراضي ما هي الكرامة ؟وهل من يدعو بدعاء ويستجاب له تعتبر كرامة ؟
قديم بتاريخ : 20-02-2010 الساعة : 07:22 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
عندي تساؤل بخصوص ما يسمى "بالكرامة " ما هي ؟
وهل من يدعو بدعاء ويستجاب له تعتبر كرامة ؟
وهل صحيح ما يتناقل من كرامات بعض الأولياء ؟؟
لماذا لم يكن للكرامات حديث في زمن الصحابة ؟
إن كان لها وجود فعلا .. أريد قصص عنها

بارك الله فيكم وجزاكم عني خير الجزاء


الجواب/


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا

الكرامة هي ظهور أمْر خَارِق للعادة يُجريه الله عزّ وَجَلّ على يد عبد مِن عباده الصالحين .
ومن معتقد أهل السنة والجماعة إثبات الكرامات .
والناس فيها طَرفان ووسط ؛ فَطَرَف ينفيها ولا يُثبتها ، وطَرَف يُثبت كل أمْر كرامة ، بل قد يدّعِيها !
والوسط إثبات الكرامات للصالحين دون غيرهم ؛ لأن ما يكون على أيدي غير الصالحين يُسمّى " خوارق " ، وهي ما تُحدثه شياطين الجنّ خدمة لأوليائهم من شياطين الإنْس !

وقد ذَكَر أبو نُعيم أن قائلا قال لأبي يزيد البسطامي : بلغني أنك تَمُرّ في الهواء ! فقال : وأي أعجوبة في هذا ؟! طير يأكل الميتة ، ويَمُرّ في الهواء ، والمؤمن أشرف من طير .
قال الصنعاني :
ولا يُعاب الطير بأنه يأكل من الميتة ، بل هي رزقه ولم يُحرّم عليه ، كما أنها حُرِّمت الزكاة على الغني ، وأُحِلَّت للفقير ، والله سبحانه وتعالى لَمَّا أسْرَى برسوله صلى الله عليه وسلم لم يَطِرْ في السماء ، بل أرسل إليه البُراق ، ثم صَعد إليها على المعراج . فما هذا الكلام الفارغ الذي ينقلونه عن أبي يزيد إن صحّ ، فهو من شطحات هؤلاء المتهوّكة ! ولقد راجت هذه الدعاوى الفارغة على جماعة من علماء الإسلام صاروا كالعامة في قبول الْمُحَالات ! . اهـ .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
وكثير من هؤلاء يَطير في الهواء ، وتكون الشياطين قد حملته ، وتذهب به إلى مكة وغيرها ، ويكون مع ذلك زنديقا يجحد الصلاة وغيرها مما فرض الله ورسوله ، ويستحلّ المحارم التي حرمها الله ورسوله ، وإنما يقترن به أولئك الشياطين لما فيه من الكفر والفسوق والعصيان . اهـ .

والكرامة يُجريها الله عزّ وَجَلّ على أيدي بعض عباده الصالحين إما لِحُجَّة أو لِحاجة ؛ فالْحُجَّة كما تكون لإقامة الحجة على الخصم ، وإظهار صِدق المتكلِّم .
والحاجة لتثبيت عبد مؤمن ، ونحو ذلك .

وقد أجرى الله عزّ وَجَلّ الكرامات على أيدي الصالحين ، من زمن الصحابة رضي الله عنهم إلى يومنا هذا .

فقد روى البخاري ومسلم عن أسيد بن حضير رضي الله عنه قال : بينما هو يقرأ من الليل سورة البقرة وفرسه مربوط عنده إذ جَالَتِ الفرس فسكت فسكتت ، فقرأ فَجَالَتِ الفرس فسكت وسكتت الفرس ، ثم قرأ فَجَالَتِ الفرس فانصرف ، وكان ابنه يحيى قريبا منها فأشفق أن تصيبه ، فلما اجْتَرَّه رفع رأسه إلى السماء حتى ما يراها ، فلما أصبح حَدَّث النبي صلى الله عليه وسلم فقال : اقرأ يا ابن حضير ، اقرأ يا ابن حضير . قال : فأشفقت يا رسول الله أن تطأ يحيى ، وكان منها قريبا ، فرفعت رأسي فانصرفت إليه ، فرفعت رأسي إلى السماء فإذا مثل الظُّـلة فيها أمثال المصابيح ، فَخَرَجَتْ حتى لا أراها . قال : وتدري ما ذاك ؟ قال : لا . قال : تلك الملائكة دَنَتْ لصوتك ، ولو قرأت لأصبحت ينظر الناس إليها لا تتوارى منهم .

وروى البخاري عن أنس رضي الله عنه أن رَجُلين خَرَجا من عند النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة مظلمة وإذا نور بين أيديهما حتى تفرّقا فتفرق النور معهما .
وفي رواية له : كان أسيد بن حضير وعباد بن بشر عند النبي صلى الله عليه وسلم .

وروى البيهقي في " الاعتقاد " واللالكائي في "كرامات الأولياء " من طريق نافع عن ابن عمر أن عمر بن الخطاب بعث جيشا وأمَّر عليهم رجلا يُدعى سارية ، قال : فبينا عمر يخطب قال : فجعل يصيح وهو على المنبر : يا سارية الجبل ، يا سارية الجبل . قال : فَقَدِم رسول الجيش فسأله فقال : يا أمير المؤمنين لقينا عدونا فهزمونا ، وإن الصائح ليصيح : يا سارية الجبل ، يا سارية الجبل ، فَشَدَدْنا ظُهورنا بالجبل فهزمهم الله . فقيل لِعُمَر : إنك كنت تصيح بذلك .

وقد تكون الكرامة بإجابة الدعاء .

روى ابن عساكر من طريق ثابت البناني قال : جاء قَيِّم أرض أنس ، فقال : عطشت أرضوك، فتردى أنس ، ثم خرج إلى البرية ، ثم صلى ودعا ، فثارت سحابة ، وغشيت أرضه ومطرت ، حتى ملأت صهريجه وذلك في الصيف ، فأرسل بعض أهله ، فقال : انظر أين بلغت ؟ فإذا هي لم تَعْدُ أرْضه إلاَّ يسيرا .
قال الذهبي : هذه كرامة بَيِّنَة ثَبَتَتْ بإسنادين .

عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنّ أَرْوَىَ بِنْتَ أُوَيْس ادّعَتْ عَلَىَ سَعِيدِ بْنِ زَيْد أَنّهُ أَخَذَ شَيْئاً مِنْ أَرْضِهَا ، فَخَاصَمَتْهُ إِلَىَ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ ، فَقَال سَعِيدٌ : أَنَا كُنْتُ آخُذُ مِنْ أَرْضِهَا شَيْئاً بَعْدَ الّذِي سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ؟ قال : وما سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ؟ قَال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم يَقُولُ : مَنْ أَخَذَ شِبْراً مِنَ الأَرْضِ ظُلْماً طَوّقَهُ إِلَىَ سَبْعِ أَرضِينَ . فَقَال لَهُ مَرْوَانُ : لاَ أَسْأَلُكَ بَيّنَةً بَعْدَ هَذَا ، فَقَال : اللّهُمّ إِنْ كَانَتْ كَاذِبَةً فَعَمّ بَصَرَهَا ، وَاقْتُلْهَا فِي أَرْضِهَا . قَال : فَمَـا مَاتَتْ حَتّىَ ذَهَبَ بَصَرُهَا ثُمّ بَيْنَا هِيَ تَمْشِي فِي أَرْضِهَا إِذْ وَقَعَتْ فِي حُفْرَة فَمَاتَتْ .
وفي رواية : قال : فرأيتها عمياء تلتمس الجدر ، تقول : أصابتني دعوة سعيد بن زيد فبينما هي تمشي في الدار مرّت على بئر في الدار ، فوقعت فيها فكانت قبرها . رواه البخاري مُختصرا ومسلم بِطوله .

دعوةُ سعد بن أبي وقاص - أحد العشرة المبشرين بالجنة - على أسامة بن قتادة :
عن عبدُ الملكِ بنُ عُمير عن جابرِ بنِ سَمُرةَ قال : شَكا أهلُ الكوفةِ سَعدَ بن أبي وقاص إِلى عمرَ – رضي الله عنه – فعزَلَهُ واستعملَ عليهم عَمّاراً ، فشَكَوا حتى ذَكروا أَنّهُ لا يُحسِنُ يُصلّي ، فأَرسلَ إِليه فقال : يا أبا إسحاق ! إنّ هَؤلاء يَزعُمونَ أَنّكَ لا تُحسِنُ تُصلّي ! قال أبو إِسحاقَ : أمّا أنا واللهِ فإني كنتُ أُصلي بـهم صلاةَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ما أخرِمُ عنها ، أُصلّي صلاةَ العِشاءِ فأَركُدُ في الأُولَيَيْنِ وَأُخِفّ في الأُخرَيَينِ . قال : ذاكَ الظنّ بكَ يا أبا إِسحاقَ ، فأَرسلَ معه رجُلاً – أو رجالاً – إلى الكوفةِ فسألَ عنه أهلَ الكوفةِ ، ولم يَدَعْ مسجداً إِلاّ سـألَ عنه ، وَيُثنونَ مَعروفاً ، حتى دخلَ مسجداً لِبني عبس ، فقامَ رجلٌ منهم يُقالُ له : أُسامةُ بنُ قَتادةَ ، يُكْنىَ أَبا سَعدةَ قال : أمّا إِذ نَشَدْتَنا فإِنّ سَعداً كان لا يَسيرُ بالسرِيّةِ ، ولا يَقسِمُ بالسّوِيّة ، ولا يَعدِلُ في القَضيّة .
قال سعدٌ : أَما وَاللهِ لأدْعوَنّ بثَلاث : اللّهمّ إِن كان عبدُكَ هذا كاذباً قامَ رِياءً وَسُمعةً ، فأَطِلْ عمرَهُ ، وَأَطِلْ فَقرَهُ ، وَعَرّضْهُ بالفِتَنِ ، وكان بَعدُ إِذا سُئلَ يقول: شَيخٌ كبيرٌ مَفتون أصابَتْني دَعوةُ سعد . قال عبدُ الملكِ - أي ابن عمير- : فأنا رأيتُه بعدُ قد سَقطَ حاجِباهُ عَلَى عَينيهِ منَ الكِبَرِ ، وإِنه ليَتعرّضُ للجواري في الطّرقِ يغمزهُنّ .
وفي رواية : فما مـات حتى عميَ ، فكان يلتمس الجدران ، وافتقر حتى سأل ، وأدرك فتنة المختار فقُتِلَ فيها . رواه البخاري ومسلم .

عن عامر بن سعد بن أبي وقاص قال : أقبل سعدٌ من أرض له ، فإذا الناس عكوفٌ على رجل ، فاطّلع فإذا هو يسبُّ طلحة والزبير وعلياً ، فنهاه ، فكأنما زاده إغراءً ، فقال : فقال : ويلك ! تريدُ أن تسـبَّ أقواماً هم خيرٌ منك ؟ لتنتهينّ أو لأدعونّ عليك . فقال :كأنما تخوفُني نبيّ من الأنبياء ! فانطلق فدخل داراً فتوضأ ، ودخل المسجد ثم قال : اللهم إن كان هذا سبّ أقواماً قد سبقت لهم منك حسنى ، أسخطك سبُه إياهم ، فأرني اليوم آيةً تكونُ للمؤمنين آيةً . قال : وتخرج بُختيةٌ من دار بني فلان لا يردُها شيء حتى تنتهي إليه ، ويتفرّقَ الناسُ ، وتجعلَه بين قوائمها وتطـأه حتى طفـي ، قال : فأنا رأيت سعـداً يتبعـه الناس يقولون : استجـاب الله لك يا أبا إسحـاق - مرتين - . رواه ابن أبي شيبة مختصراً ورواه الطبراني في الكبير ، وقال الهيثمي : رواه الطبراني ورجـاله رجـال الصحيح .

قال الذهبي : في هذا كرامة مشتركة بين الداعي ، والذين نِيلَ منهم

وعن قَبيصة بن جابر قال : قال ابن عـمّ لنا يوم القادسية :
ألم تر أن الله أنـزل نصـره وسعدٌ بباب القادسيـة معصَمُ
فأُبنا وقد آمت نساءٌ كثيرةٌ ونسوةُ سعد ليس فيهن أيّـمُ
فلما بلغ سعداً . قال : اللهم اقطع عنّي لسانه ويده ، فجاءت نُشّابَةٌ أصابت فاه فخرس ، ثم قُطعت يدُه في القتال ، وكان في جسد سعد قروح فأخبر الناس بعذره عن شهود القتال ، فعذروه ، وكان سعد لا يجبن ، وقال : إنما فعلت هذا لما بلغني من قولكم. واه الطبراني في الكبير ، وقال الهيثمي : رواه الطبراني بإسنادين رجال أحدهما ثقات .

قال الصنعاني :
واعلم أن إعطاء الله المؤمن الكرامات ، بإجابات الدعوات ، وتيسير الطلبات ؛ أمْرٌ لا شك فيه ، ولكن هذا لا تختص به طائفة معينة بل هو حاصل للمؤمنين إذا أخلصوا النيات ، وأقبلوا على الله تعالى إقبال صِدق وثبات ، ووثوق بتيسير المطلوبات ، مراعاة لمواقع الإحسان .

ومن أراد الاستزادة فليُراجِع كتاب " كرامات الأولياء " للإمام اللالكائي ، و " الإنصاف في حقيقة الأولياء" للصنعاني .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد


إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الأحاديث التي فيها أجور لأصحاب القرآن من لبس حلل الكرامة ووالديهم هل فقط لحفظ القرآن؟ ناصرة السنة قسم القـرآن وعلـومه 0 25-10-2012 02:56 PM
أرجو أن تفيدني بدعاء لكي يستجيب الله لي رولينا إرشـاد الأدعـيــة 0 01-03-2010 06:59 PM
هل هطول المطر بعد دفن الميت يُعدُّ من الكرامة ؟ محب السلف قسـم العقـيدة والـتوحيد 0 22-02-2010 09:14 PM
هل يجوز الدعاء بالمنتديات بدعاء زيارة المريض؟ راجية العفو إرشـاد الأدعـيــة 0 18-02-2010 02:55 PM
المشاركة بدعاء كل يوم وتخصيص دعاء للصباح ناصرة السنة قسـم البـدع والمـحدثـات 0 14-02-2010 10:59 PM


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 09:08 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى