|
|
المنتدى :
قسـم الفتـاوى العامـة
هل تبليغ السلام واجب؟وهل يأثم من لا يبلغه؟
بتاريخ : 22-02-2010 الساعة : 12:22 PM
كثير ما يُطلب مني تبليغ السلام للوالدة أو الأخوات وبشكل متكرر مع كل مكالمة هاتفية تقريباً أو لقاء حتى أصبح كالعادة
وأحياناً أبلّغ وأحيانا ً لا ..
فهل أكون آثمة حينما لا أبلّغ السلام ؟

الجواب :
إذا كان الإنسان ينسى مثل هذه الأشياء ، فَيَشْتَرِط عدم النسيان ، فإذا قيل له : سلِّم لنا على فلان ، فليقل : إن لم أنسَ ، أو : إن ما نسيت ، ونحو ذلك .
وعلى كلّ لا يأثم الإنسان على النسيان .
أما إذا حُمِّل السلام وتحمّله فإنه يجب عليه تبليغه .
قال الإمام البخاري : بَاب إِذَا قَالَ فُلانٌ يُقْرِئُكَ السَّلامَ .
ثم روى بإسناده إلى عَائِشَةَ ، أَنَّ النَّبِى صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهَا : إِنَّ جِبْرِيلَ يُقْرِئُكِ السَّلامَ ، قَالَتْ : وَعَلَيْهِ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ .
قال ابن بطال : هذا حجة في أن مَن بُلِّغ إليه سلام غائب عنه أن يَرُدّ عليه السلام ، كما يَرُدّ على الحاضر ، وروى أيوب ، عن أبى قلابة : أن رجلاً أتى سلمان الفارسي رضي الله عنه ، فقال له : إن أبا الدرداء يقول : عليك السلام . قال : متى ؟ قال : منذ ثلاث ، قال : أما أنك لو لم تؤدها كانت أمانة عندك . اهـ .
وفي حديث أبي قتادة رضي الله عنه ، قال : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَصْحَابَكَ يَقْرَءُونَ عَلَيْكَ السَّلامَ وَرَحْمَةَ اللَّهِ .
قال الإمام النووي : فِيهِ اِسْتِحْبَاب إِرْسَال السَّلام إِلَى الْغَائِب ، سَوَاء كَانَ أَفْضَل مِنْ الْمُرْسِل أَمْ لا ؛ لأَنَّهُ إِذَا أَرْسَلَهُ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْضَل فَمَنْ دُونه أَوْلَى ، قَالَ أَصْحَابنَا : وَيَجِب عَلَى الرَّسُول تَبْلِيغه ، وَيَجِب عَلَى الْمُرْسَل إِلَيْهِ رَدّ الْجَوَاب حِين يَبْلُغهُ عَلَى الْفَوْر .
وقال أيضا في حديث عائشة : وَفِيهِ اِسْتِحْبَابُ بَعْث السَّلام ، وَيَجِبُ عَلَى الرَّسُول تَبْلِيغُهُ ... وَأَنَّ الَّذِي يُبَلِّغُهُ السَّلامُ يَرُدُّ عَلَيْهِ . قَالَ أَصْحَابُنَا : وَهَذَا الرَّدّ وَاجِب عَلَى الْفَوْر ، وَكَذَا لَوْ بَلَغَهُ سَلامٌ فِي وَرَقَة مِنْ غَائِب لَزِمَهُ أَنْ يَرُدَّ السَّلام عَلَيْهِ بِاللَّفْظِ عَلَى الْفَوْر إِذَا قَرَأَهُ . اهـ .
وقال ابن مفلح : قَالَ الشَّافِعِيَّةُ : وَيُسْتَحَبُّ بَعْثُ السَّلامِ وَيَجِبُ عَلَى الرَّسُولِ تَبْلِيغُهُ ، وَهَذَا يَنْبَغِي أَنْ يَجِبَ إذَا تَحَمَّلَهُ ؛ لأَنَّهُ مَأْمُورٌ بِأَدَاءِ الأَمَانَةِ ، وَإِلاَّ فَلا يَجِبُ .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
|
|
|
|
|