|
|
المنتدى :
قسم التوبـة والدعوة الى الله وتزكية النفس
أريد أن أشعر بالسعادة في الدنيا دون معصية الله من سماع الأغاني والنظر إلى المحرمات
بتاريخ : 19-03-2010 الساعة : 12:02 AM
السلام عليكم
أريد أن أشعر بالسعادة في الدنيا دون معصية الله من سماع الأغاني والنظر إلى المحرمات .. كيف ؟

الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
السعادة في ترك المعصية . قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : مَنِ أراد السعادة الأبدية فليلزم عَتَبَة العبودية .
وذلك أن الإنسان لا ينفكّ عن العبودية ، فهو عبدٌ شاء أو أبـى . فإما أن يكون عبداً لله ، وهي عُبودية فخر وعزّ وشرف، وإما أن يكون عبداً لهواه وشهوته .
فإذا كان عبداً لله فهو يسير كما يسير هذا الكون في طاعة الله وفق مراد الله ، كما قال الله : ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِم إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ) .
فالذي يسجد لله ويخضع له وينقاد لأوامره مُنسجِم مع هذا الكون ، وهو مُكرَم مُكرّم . ومن لم يكن كذلك فهو نشاز في هذا الكون ، مُهان قد أهان نفسه ودسّاها . ولا يُفلح إلا من زكّى نفسه بطاعة ربِّـه ، وحماها مما يشينها .
قال ابن القيم في فوائد تجنب القبائح :
إحداها : صون النفس ، وهو حفظها وحمايتها عما يشينها ويعيبها ويزري بها عند الله عز وجل وملائكته وعباده المؤمنين وسائر خلقه ، فإن من كَرمت عليه نفسه وكبرت عنده صانها وحماها وزكّاها وعلاها ، ووضعها في أعلى المحال ، وزاحم بها أهل العزائم والكمالات ، ومن هانت عليه نفسه وصغرت عنده ألقاها في الرذائل وأطلق شناقها وحَلّ زمامها وأرخاه ودساها ، ولم يَصنها عن قبيح ، فأقل ما في تجنب القبائح صون النفس . اهـ .
ولا تحصل السعادة بطاعة الله إلا بدوام المجاهدة في ذات الله ، فالأعداء كُثُر : النفس والهوى والشيطان . ووالله إن للطاعة لـذّة ، غير أن لذّتها تُورِث سعادة وبَركة وسعة في الرِّزق والصدر . وللمعصية لـذّة ، غير أن لذّتها تُورِث شقاء وتأنيب ضمير وعتاب نفس .
ولذا كان يُقال :
إن أهنأ عيشة قضّيتها *** ذَهَبت لذّاتها والإثم حلّ
قال بعض العارفين : مساكين أهل الدينا خرجوا من الدنيا وما ذاقوا أطيب ما فيها . قيل : وما أطيب ما فيها ؟ قال : محبة الله والأنس به والشوق إلى لقائه والتنعّم بِذِكْرِه وطاعته .
وقال آخر : إنه لَيَمُرّ بي أوقات أقول فيها : إن كان أهل الجنة في مثل هذا إنهم لفي عيش طيب . وقال آخر : والله ما طابت الدنيا إلا بمحبته وطاعته ، ولا الجنة إلا برؤيته ومشاهدته . ذكر هذا ابن القيم رحمه الله .
فلا سعادة في المعصية ، إنما السعادة في الطاعة . السعادة أن تكون كما أراد الله ليُعطيك السعادة .
والله يتولاك .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
|
|
|
|
|