[ناصرة السنة]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل جزاكم الله خيرا على ما تقومون به من مجهود وجعله الله في ميزان حسناتكم. السائل هنا هو أنه في بعض من المساجد في الدول الأوربية تسمح إدارة المسجد بدخول غير المسلمات إلى المسجد بحجة أنهم يريدون التعرف على الإسلام ومنهم يدخلهم إلى المسجد بحجة الدعوة وتارة بحجة صحفيين يريدون كتابة موضوع عن الإسلام وغيرها من الأسباب الأخرى وعدم فرض عليهن لباس شرعي مع العلم أنهم يدخلون إلى المسجد بالصورة التي هم عليها في الخارج من زينة ولباس غير شرعي وأحيانا هناك من يجبرهم على وضع غطاء على الرأس فقط وحتى لا يغطي الشعر كاملاً ومع العلم الحال الذي عليه النساء الغير مسلمات من الناحية الشرعية أي الطهارة وغيرها وقد أثار هذا الشيء وتيرة البعض من المصلين منهم من يقول أنهم فتنة أي أقصد بدخولهن باللباس غير شرعي مما يجعل البعض للنظر إليهن بشهوة والبعض يقول لعدم الطهارة و غيرها . فهل يجوز ذلك أن نسمح بدخولهم إلى المساجد وكما يقول البعض دعوة للتعرف إلى دين الله لعل بعضهم يهتدي ويدخل الإسلام .
وجزاك الله خيراً عنا وعن جميع المسلمين وبارك الله في عمرك


الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

اخْتُلِف في دُخول الكافر المسجد .

قال الإمام النووي رحمه الله : قال أصحابنا : لا يُمَكّن كافر مِن دخول حَرَم مكة ، وأما غيره فيجوز أن يدخل كل مسجد ويَبيت فيه بإذن المسلمين ، ويُمْنَع منه بغير إذْن . اهـ .

وقال الحافظ ابن رجب رحمه الله : قال أصحاب الشافعي : وليس له أن يدخل المسجد إلاَّ بأذن المسلم . ووافقهم طائفة من أصحابنا على ذلك .
وقال بعضهم : لا يجوز للمسلم أن يأذن فيه إلاَّ لمصلحة مِن سماع قرآن ، أو رَجاء إسلام ، أو إصلاح شيء ونحو ذلك ، فأما لِمُجَرَّد الأكل واللبث والاستراحة فلا .
ومِن أصحابنا : مَن أطلق الجواز ، ولم يُقيده بإذن المسلم . اهـ .

والراجح جَواز إدخال الكافر المسجد إذا كان ذلك لِمصلحة ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم بَعث خيلاً قِبَلَ نجد ، فجاءت بِرَجُل مِن بني حنيفةَ يُقال له : ثُمامة بن أُثال , فرَبطوهُ بِسارية مِن سَواري المسجد ، فخرج إليه النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال : ماذا عندَك يا ثمامة ؟ .. الحديث . رواه البخاري ومسلم .

وإذا كان مع الكفار نساء ، فلا يُدخَلن في وقت وُجود المصلّين ، مِن أجل عدم الافتتان بهنّ ؛ لأن درء المفاسِد مُقدَّم على جَلْب المصالِح .

والصحيح أنه لا يُمنَع الْجُنُب ولا الحائض مِن دُخول المسجد .
وسبق :
دخول الحائض للمسجد ، وهل تُمنع منه ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3997


والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض